إسئلنا

موت الإمام…

نص الشبهة: 

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء محمد وعلى آل بيته الطاهرين.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

هل أهل البيت عليهم السلام يملكون الموت الاختياري؟

الجواب: 

بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد..
فقد قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ 1.
فهذه الآية تدل على أن أي نفس لا تعرف بأي أرض تموت، والمراد: أنها لا تعلم بذلك بصورة ذاتية، ولكن لا مانع من أن يخبر الله بعض عباده بذلك، سواء بالنسبة إليه، أو بالنسبة لآجال غيره من العباد..
وهذا ما دلت عليه الروايات الشريفة، ودل بعضها أيضاً على تخيير الإمام عليه السلام في أمر موته، فمن ذلك:
1 ـ ما روي عن الإمام الكاظم عليه السلام: أنه أخبر الجماعة التي أحضرها السندي بن شاهك فقال: «إني قد سقيت السم في سبع تمرات، وأنا غداً أخضرُّ، وبعد غد أموت».. 2.
2 ـ كما أن الإمام السجاد عليه السلام قد أخبر الإمام الباقر عليه السلام بموته ليلة مات صلوات الله عليه 3.
3 ـ إن الإمام الحسين عليه السلام قد خُيِّر النصر، أو لقاء الله تعالى، فاختار لقاء الله تعالى.. 4.
وهناك ما يدل على أن الإمام علياً عليه السلام قد خُيِّر في ليلة استشهاده.. 5 ونحوه غيره فراجع.
4 ـ وعن الإمام الصادق عليه السلام قال: إن أبي مرض مرضاً شديداً، حتى خفنا عليه ، فبكى بعض أهله عند رأسه، فنظر فقال: إني لست بميت من وجعي هذا، إنه أتاني اثنان فأخبراني أني لست بميت من وجعي هذا.
قال: فبرئ، ومكث ما شاء الله أن يمكث، فبينا هو صحيح ليس به بأس قال: يا بني، إن اللذين أتياني من وجعي ذلك، أتياني ، فأخبراني أني ميت يوم كذا وكذا..
قال: فمات في ذلك اليوم.. 6 .
5 ـ وفي رواية: أن أحدهم قال: قلت للرضا عليه السلام : الإمام يعلم إذا مات؟
قال: نعم ، يعلم بالتعليم ، حتى يتقدم في الأمر.
قلت: علم أبو الحسن بالرطب والريحان المسمومين، الذين بعث إليه يحيى بن خالد ؟
قال: نعم .
قلت: فأكله وهو يعلم؟
قال: أنساه لينفذ فيه الحكم.. 7 .
6 ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام في حديث: أنه أتى أبا جعفر بليلة قبض، وهو يناجي، فأومأ إليه بيده: أن تأخر، فتأخر حتى فرغ من المناجاة، ثم أتاه، فقال: يا بني، إن هذه الليلة التي أقبض فيها، وهي الليلة التي قبض فيها رسول الله صلى الله عليه وآله..
قال: وحدثني : أن أباه علي بن الحسين أتاه بشراب في الليلة التي قبض فيها، وقال: اشرب هذا.
فقال: يا بني إن هذه الليلة التي وعدت أن أقبض فيها، فقبض فيها.. 8 .
والأحاديث التي تفيد هذا المعنى كثيرة..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 9 . .

  • 1. القران الكريم: سورة لقمان (31)، الآية: 34، الصفحة: 414.
  • 2. الكافي ج1 ص259 .
  • 3. الكافي ج1 ص259 وبصائر الدرجات ص483 .
  • 4. الكافي ج1 ص260 والبحار ج45 ص12، واللهوف في قتلى الطفوف ص61.
  • 5. الكافي ج1 ص259 ونور الثقلين ج4 ص221 .
  • 6. بصائر الدرجات ص 481 والبحار ج 27 ص 287 .
  • 7. بصائر الدرجات ص481 و483 والبحار ج27 ص285 و286 .
  • 8. بصائر الدرجات ص482 .
  • 9. مختصر مفيد . . ( أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة ) ، السيد جعفر مرتضى العاملي ، « المجموعة التاسعة » ، المركز الإسلامي للدراسات ، الطبعة الأولى ، 1424 هـ ـ 2004 م ، السؤال (515) .
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى