روايات أهل البيت(ع)

العقيدة بالمهدية…

دراسة علمية قيمة لسماحة آية الله العظمى الشيخ لطف الله الصافي دامت بركاته تتناول عقيدة المسلمين بالامام المهدي المنتظر الموعود عجل الله فرجه ، من وجهة نظر المذاهب المختلفة ، و يليها أربعون حديثاً حول الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف .

العقيدة بالمهدية

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد للّه رب العالمين ، و الصلاة و السلام على سيد الأنبياء و المرسلين أبي القاسم محمد و آله الطاهرين .
لا ريب أن العقيدة بالمهدية عقيدة إسلامية خالصة نبعت من الكتاب و السنة ، و اتفق المسلمون سلفاً و خلفاً عليها ، و حكم بتواتر أحاديثها جمع من الأكابر و الأفذاذ .
فهي فكرة إسلامية مبنية على أقوى الأدلة النقلية و العقلية ، و يؤيدها التاريخ و الشواهد الكثيرة ، و لم يبلغنا إنكارها و الشك فيها من أحد من المسلمين ، خواصهم و عوامهم ، إلا بعض الناشئة المتأثرين بدعايات الغربيين ، و الساقطين في شبكات الاستعمار ، و الذين لا يفسرون الثقافة إلا بإنكار النصوص أو تأويلها بما يوافق أهواء الملحدين و المادِّيين ، و قد حاولوا بذلك فتح بابٍ لو فُتحت ـ و لا وفَّقهم اللّه له ـ لسقط الاعتماد على السُّنة ، و الاستناد إليها ، و بظواهرها ، و ظواهر الكتاب ، و وقعت الشريعة و الدعوة المحمَّدية في معرض التغيير و التحريف حسب ما يريده أهل البدع و الأهواء .
و إذا أمكن إنكار مثل هذه الأحاديث التي صرَّح رجال علم الحديث ، و مهرة هذا الفن ، من المتقدمين و المعاصرين بتواترها ، فما ظنُّك بغيرها من الأحاديث المستفيضة و الآحاد ؟!
و قد نبَّه على خطر هؤلاء الخارجين على الكتاب و السنة ، و جرأتهم على الله و رسوله ، جماعة من علماء الإسلام ، و ألفوا في تفنيد آرائهم الكتب و المقالات ، و لا أرى وراء ذلك إلا أيدي الذين يريدون تضعيف التزام المسلمين و تمسُّكهم بنصوص الشريعة ، فما يمنعهم عن النفوذ في بلاد المسلمين و السلطة عليهم إلا تمسك المسلمين بالكتاب و السُّنة ، و لم يفتح لهم باب ذلك إلا بعد ضعف هذا الإلتزام و الغفلة عنه . عصمنا اللّه تعالى من فتن أهل الزيغ و الأهواء ، و أذناب الاستعمار .
و مما يُضحك الثكلى أن هؤلاء الذين اتبعوا أهواءهم كثيراً ما استندوا في تضعيف هذه الأحاديث تارة بأن هذه العقيدة ليست في أصلها من عقائد أهل السنة القدماء ، و لم يقع لها ذكر بين الصحابة في القرن الأول و لا بين التابعين ، و اُخرى بأنها سبّبت المنازعات و الثورات على الحكومات ، و الدعايات السياسية ، و ثالثة ببعض اختلافات وقع في بعض أحاديثها مع البعض الآخر و هذا من غرائب ما تشبث به في رد السُّنة النبوية .
أما أولا : فأيُّ دليل أقوى على وقوع ذكرها بين الصحابة و التابعين ، و ان النبي ( صلى الله عليه و آله ) هو المصدر الأول لبث هذه العقيدة بين المسلمين ، من هذه الأحاديث المتواترة ، و من إجماع المسلمين ، و من أنهم لم يردوا دعوى أحد من مدعي المهدوية بإنكار صحة خروج المهدي ( عليه السلام ) ، بل ردوهم بفقدانهم الصفات و العلائم المذكورة له ، كما تشهد بذلك حكاية محمد بن عجلان مع جعفر بن سليمان ، و ما قاله فقهاء أهل المدينة و أشرافهم 1 .
فإذا لم تكن هذه الأحاديث مع كثرتها و تواترها ، و اتفاق المسلمين على مضمونها ، دليلا ، فبأيِّ دليل يُستند على صحِّة نسبة أية عقيدة إسلامية إلى الصحابة ، و إلى الرسول الأعظم ( صلى الله عليه و آله ) ؟!
و ثانيا : فلعلَّك لا تجد عقيدة و لا أصلا لم تقع حولها المنازعات ، و المخاصمات و قد وقعت حول اللأُلوهية و حول النبوات المنازعات و المخاصمات أكثر من المهدية بكثير ، كما وقع النزاع بين الأشاعرة و غيرهم ، و بين أتباع المذاهب من الشوافع و الأحناف و الحنابلة و المالكية و غيرهم منازعات و حروب كثيرة ، بل يمكن أن يقال : إن العدل و الأمن ، و غيرهما من المفاهيم التي اتفق أبناء الإنسان كلهم على لزومها وقعت حولها و حول تحققها ، و دفع من اتخذها وسيلة لمقاصدها السياسية ، معارك دامية . و لعلَّك لا تجد ضحايا موضوع أكثر من ضحايا البشرية باسم إقامة الحق و رعاية العدل و القسط ، و الحماية عن حرية الإنسان و حقوقه .
و الحاصل أن لُبس الحق بالباطل ، و عرض الباطل مقام الحق ، و إن كان يصدر من أهل الباطل و المبطلين بكثير ، غير أنه لا يضرُّ الحق ، و اللّه تعالى يقول : ﴿ بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ ﴾ 2 .
هذا مضافاً إلى أن قبول دعوة الدجاجلة المدَّعين للمهدوية كثيراً ما يقع من أجل عدم الاهتداء بعلامات المهديِّ ( عليه السلام ) و نسبه و خصائصه المصرحة بها في الأحاديث ، و إلا ليس فيه موضع للإضلال و التضليل ، و من واجب العلماء أن يبينوا هذه العقيدة ، و ما تهدف إليه ، و ما به يعرف المهدي من الدجاجلة المدَّعين للمهدوية وفق الروايات المأثورة .
و ثالثا : أن من الفروق بين المتواتر و غيره ، أن في المتواتر اللفظي التفصيلي يحصل القطع و اليقين بصدور حديث معين بعين ألفاظ متنه ، و فيه لا يمكن الاختلاف و التعارض إلا مع متواتر آخر ، و المتبع فيه علاج التعارض بالتوفيق و الجمع بينهما بحمل العام على الخاص ، أو المطلق على المقيد ، أو الظاهر على الأظهر ، و غير ذلك ، و إلا فيتساقط ظاهر كل منهما من صلاحية الاستناد به ، و في المتواتر الإجمالي لا عبرة بالاختلاف و تعارض متون الأحاديث التي عُلم إجمالا بصدور واحد منها بلفظه ، بل يؤخذ ما هو الأخصُّ مضموناً من الجميع .
و في المتواتر المعنوي ـ و هو ما اتفق عليه عدة أحاديث يحصل القطع بها عليه و إن لم يكن بينها مقطوع الصدور بلفظه و متنه ، مثل ما جاء في جود حاتم من الحكايات الكثيرة ، فإن من جميعها يحصل القطع بما هو القدر المشترك و المضمون العام بين الجميع ، و هو وجود حاتم في زمان من الأزمنة ، و جُودِهِ ـ يؤخذ بالقدر المشترك و المضمون المتفق عليه بين الأحاديث .
فعليه ، لا يضرُّ بالتواتر اختلاف المتون و المضامين ، بل في غير المتواتر أيضاً من الأحاديث لا يضرُّ الإختلاف بصحة ما هو الصحيح بين المتعارضين ، و ما هو أقوى بحسب السُّنة أو المتن أو الشواهد و المتابعات ، و هذه أمور لا يعرفها إلا الحاذق في فن الحديث ، و إلا فلو أمكن ترك الأحاديث بمجرد وجود تعارض بينها ، لزم ترك جلّها لولا كلها ، و لتغيَّر وجه الشريعة في أكثر الأحكام الفرعية ، لأنه قلَّ موضوع في العقائد و الأحكام و التاريخ و تفسير القرآن الكريم و غيرها يكون أحاديثه سليمة عن التعارض ، و لو بالعموم و الخصوص ، و الإطلاق و التقييد .
فالمتَّبَع في علاج هذه التعارضات التي لا يخلو كلام أهل المحاورة عنها ، و في تشخيص الحديث الصحيح عن السقيم ، و القوي عن الضعيف ، و المعتبر و الحجة عن غير المعتبر ، هي القواعد المعتبرة العقلانية ، و الرجوع إلى مهرة الفن ، و رَدُّ بعض الأحاديث إلى البعض ، و الجمع و التوفيق بينها في موارد إمكان الجمع و الأخذ بما هو أقوى سنداً ، أو متناً ، أو أوفق بالكتاب و السنة الثابتة و غير ذلك ، لا ردها و الإعراض عنها .
و الأخبار التي وردت في المهدية كلُّها تلاحظ على ضوء هذه القواعد ، فيؤخذ بمتواترها ، و يعامل مع آحادها معاملة غيرها من أخبار الآحاد ، فيقوى بعضها ببعض ، و يفسِّر بعضها بعضا ، و يؤخذ بالضعيف منها أيضاً بالشواهد و المتابعات ، و غيرها من المؤيدات المعتبرة ، فلا يَرُدُّ مثل هذه الأحاديث إلا الجاهل بفن الحديث ، و المثقف المعادي للسُّنة ، و المتأثر بالدعايات الباطلة و أضاليل المستعمرين .

ايحاءات العقيدة بالمهدية

و لا يخفى عليك أن العقيدة بالمهدية عقيدة ينبعث منها الرجاء و النشاط و العمل ، و تطرد الفشل و اليأس و الكسل ، و تشجِّع الحركات الإصلاحية و الإسلامية ، و تقوي النفوس الثائرة على الاستكبار و الاستضعاف . فالإسلام لم يستكمل أهدافه ، و لم يصل إلى تحقيق كل ما جاء لأجل تحققه ، و المستقبل للإسلام ، و لا بد من يومٍ يحكم الإسلام على الأرض ، و يقضي على كل المظالم و الاستضعافات . و العالم سيلجأ إلى الإسلام ، و حاجة العالم إلى الإسلام يبدو كل يوم أظهر من أمس ، و يرى نوره أسطع ، و ضياؤه ألمع من قبل ، و فشل هذه الأنظمة السائدة المستكبرة ، و الأحزاب المتنمرة الملحدة ، و ما يعرضون من البرامج الاقتصادية و السياسية في بسط الأمن و الأمان ، و تحقيق أهداف الإنسانية ، و القضاء على الجهل و الظلم و العدوان و العنصرية ، يفتح القلوب لقبول الإسلام و برامجه التي هي العلاج الوحيد للمشاكل اللاإنسانية .
فالبشرية الحائرة لا و لن تجد ضالتها في الأنظمة الغربية و الشرقية ، و لم تنتج هذه الأنظمة و المكاتب إلا زيادة البلَّة في الطين ، و تعقيد الاُمور ، و المشاكل ، و الدعارة ، و الخلاعة ، و الفساد ، و الاستعلاء ، و الاستكبار .
و العقيدة بالمهدية توقظ شعورنا بكرامة الإنسان ، و أن الأرض للّه لا للظالمين و المستعمرين ، و أن العاقبة للمتقين ، و أن الله أرسل رسوله النبي الخاتم سيدنا محمدا ( صلى الله عليه و آله ) بالهدى و دين الحق ليظهره على الدين كله ، و تُشربنا حبَّ الحق و العدل و الإحسان ، و تُنهضنا لإعلاء كلمة اللّه و إقامة حدوده و تنفيذ سلطانه ، و تربطنا بمبادئنا الإسلامية ، و تطالبنا بالعمل بمسؤلياتنا .
فاللّه تعالى أصدق القائلين حيث يقول : ﴿ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ﴾ 3 .
و يقول : ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ 4 .
و حيث يقول تعالى شأنه : ﴿ وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ﴾ 5 .
و يقول عز اسمه : ﴿ وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ ﴾ 6 .

الاصل في العقيدة بالمهدية

و الأصل في العقيدة بالمهدية ، و ظهور الإسلام على جميع الأديان ، و انتهاء العالم في سيره إلى حكومة الإسلام و حكومة أحكام اللّه ، و وحدة القوانين و الأنظمة ، و خلافة المؤمنين الصالحين في الأرض ، و تبديل خوف البشرية بالأمن ، و زوال الاستضعاف بكلِّ صوره و مظاهره ، هو ما في نفس دعوة الإسلام و عقيدة التوحيد و كلمة الإخلاص من القوَّة المبدئية للقضاء على جميع مظاهر الشرك و الاستكبار ، و لتحرير الإنسان عن سلطان الطواغيت ، و إخراج البشرية من ذلِّ عبادة الناس إلى عزِّ عبادة اللّه .
و ما نرى من أن العالم يسير في سيره إلى مجتمع بشري عالمي ، و إدغام المجتمعات بعضها في البعض ، و تقليل الفوارق السياسية و النظامية و العنصرية ، و العلم و التقدم الصناعي ، أتاح للبشرية أن تكون جملة واحدة ، و أن تكون الملل ملة واحدة ، و توسع العلاقات و الارتباطات بين الملل و الأقوام ، جعلهم كأهل بلد واحد و محلة واحدة ، فكما خلف البشرية المجتمعات القبلية ، و وصلت في سيرها إلى المجتمعات المدنية التي تأسست على أساس وحدات منطقية أو منافع سياسية أو اقتصادية أو عنصرية ، تطلب كل واحدة منها التغلب و السلطة على غيرها ، يتخلص دوماً البتة عن هذه الحكومات و الوحدات الصغيرة إلى وحدة كبرى و حكومة إلهية عالمية عظمى ، لا تخص بفرد و طائفة و منطقة و عنصر دون آخر إلا و هو حكومة الإسلام التي تشمل الجميع ، و الجميع فيها سواء .
و ما وعد اللّه به المؤمنين و البشرية جمعاء في الكتاب المجيد ، و بشَّرنا به على لسان أنبيائه و رسله ، و ما أخبَرنا به نبيُّنا الصادق الأمين صلوات اللّه و سلامه عليه ، فكما آمنا بكل ما أخبرنا به من المغيبات ، و آمنا بملائكة اللّه و كتبه و رسله ، و ما ثبت إخباره به من تفاصيل المعاد و الجنة و النار و غير ذلك من أمور لا يمكن إثبات أصلها أو تفصيلاتها إلا بالوحي وإخبار النبيِّ ( صلى الله عليه و آله ) ، آمنّا بذلك أيضا ، و نسأل اللّه الثبات عليه و على جميع مبادئنا الإسلامية ، و الاعتقادات الصحيحة القويمة .
﴿ رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ ﴾ 7 .

الكتب المفردة في المهدية

اهتم علماء الإسلام بأحاديث المهدي و إخراجها و تحقيقها و تثبيت الإيمان بها في القلوب اهتماماً كبيرا ، فمضافاً إلى إخراجها في كتب السُّنن و الجوامع و المسانيد و غيرها ، أفردوا فيما جاء فيه من الأحاديث و الآثار كتباً كثيرة ، وقفتُ على ما يربو على الثلثين ، مما أفرده أكابر أهل السُّنة في ذلك ، مثل : كتاب ( البيان في أخبار صاحب الزمان ) و ( القول المختصر في علامات المهدي المنتظر ) و ( عقد الدرر ) و ( العرف الوردي ) و غيرها من الكتب التي أقل ما يثبت بها هو أن العقيدة بالمهدية عقيدة إسلامية ، أصلها ثابت في الكتاب و السُّنة ، و أنها عقيدة جميع السلف و الصحابة و التابعين ، لا تختصُّ بفرقة من فرق المسلمين ، و هي أحد البراهين على ختم رسالات السماء بنبيِّنا محمد خاتم الأنبياء ( صلى الله عليه و آله ) ، و أن شريعته لا تنسخ أبدا ، و أن المهدي ( عليه السلام ) كما اختار أبو داود في سننه في كتاب المهدي ، و دلت عليه الأحاديث الصحيحة ، خليفته الثاني عشر ، الذين بشَّر الرسول الأعظم الاُمة بهم في الأحاديث المروية بطرق كثيرة في المسند و الصحيحين و غيرها .
و من أراد الاطلاع على قوة ما استند عليه المسلمون في العقيدة بالمهدية ، و كثرة أحاديثها و مخرجيها ، و اشتهارها بين علماء المسلمين ، فليراجع كتب الجوامع و السنن و المسانيد و التفاسير و التاريخ و الرجال و اللغة و غيرها ، ليعرف أن استقصاء هذه الأحاديث و الكتب ، المخرجة فيها ، صعب جدا ، و نحن نسرد الكلام فيما جاء في كتاب واحد حول هذا الموضوع كنموذج منها ، و دليل على كثرة ما في غيره ، و هو كتاب ” البرهان في علامات مهدي آخر الزمان ” .
فنقول بحول اللّه تعالى و قوته : أما الكتاب و المؤلف ، فهما غنيان عن التعريف ، لأن الكتاب معروف ، توجد نسخه المخطوطة في عدة من المكتبات الكبيرة ، و طبع أخيراً من النسخة الفتوغرافية التي مخطوطتها محفوظة في مكتبة المسجد الحرام بمكة المكرمة ، و رأيت نسخة مخطوطة منه و محفوظة في مكتبة جامع المغفور له الإمام البروجردي بقم . و أما مؤلفه فهو العالم الكبير المحدث عليُّ بن حسام الدين بن عبد الملك المتقي الشاذلي المديني الهندي ، المتوفى سنة سبع و سبعين و تسعمائة ، مشهور ، ترجمته موجودة في كتب التراجم ، كما أنها مذكورة في مقدمة النسخة المطبوعة من كتابه هذا .
و أما ما جاء في هذا الكتاب مما أردنا الاطلاع عليه جملة فهي أسماء المشايخ و المحدثين و أرباب الجوامع و السنن و المسانيد ، الذين خرَّجوا هذه الأحاديث في كتبهم ، و أخرجها مؤلف هذا الكتاب عنهم ، و أسماء جماعة من المشاهير و التابعين الذين رووا هذه الأحاديث و الآثار ، و أسماء جمع من الصحابة الذين رووها عن رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) . و إليك أسماءهم :

اسماء المشايخ و ارباب الجوامع 

1- الطبراني .
2- أبو نعيم الإصبهاني .
3- الخطيب البغدادي .
4- إبن أبي شيبة .
5- نعيم بن حماد أحد شيوخ البخاري .
6- الحاكم .
7- أحمد .
8- الماوردي .
9- البزّار .
10- التِّرمذي .
11- الدار قطني .
12- إبن ماجة .
13- أبو يعلي الموصلي .
14- إبن عساكر .
15- مسلم .
16- الثعلبي .
17- أبو داود .
18- إبن الجوزي .
19- إبن أبي أسامة .
20- تمام البجلي .
21- الروياني .
22- إبن مندة .
23- الحسن بن سفيان الشيباني .
24- عثمان بن سعيد الداني .
25- أبو الحسن الحربي .
26- إبن كثير .
27- إبن سعد .
28- الواقدي .
29- أبو بكر بن المقري .
30- إبن المناوي .
31- أبو غنم الكوفي .
32- إبن مردويه .
33- إبن خزيمة .
34- أبو عوانة .
35- أبو بكر الإسكافي .
36- الديلمي .
37- القرطبي .
38- إبن لهيعة .
39- أبو بكر أحمد البيهقي .
40- أبو الحسن الآبري .
41- إبن حبّان .
42- أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد اللّه بن صدقة .

اسماء المشاهير من التابعين و غيرهم

1- عاصم بن عمرو البجلي .
2- سعيد بن المسيب .
3- أبو جعفر محمد بن علي الباقر ( عليهما السلام ) .
4- إسحاق بن يحيى .
5- شهر بن حوشب .
6- الزهري .
7- مطر الوراق .
8- طاووس .
9- صبّاح .
10- عمرو بن علي .
11- مكحول .
12- كعب بن علقمة .
13- قتادة .
14- عبد اللّه بن الحارث .
15- محمد بن جبير .
16- أرطاة بن منذر .
17- حكم بن عُيينة .
18- أبو قبيل .
19- إبن أبي طلحة .
20- كثير بن مرة .
21- إبن سيرين .
22- مجاهد .
23- خالد بن سعد .
24- أبو مريم .
25- شريك .
26- أبو أرطاة .
27- ضمرة بن حبيب .
28- حكم بن نافع .
29- خالد بن معدان .
30- محمد بن الحنفية .
31- السدي .
32- سليمان بن عيسى .
33- بقية بن الوليد .
34- وليد بن مسلم .
35- قيس بن جابر .
36- عمرو بن شعيب .
37- إبن شوذب .
38- دينار بن دينار .
39- معمر .
40- فضل بن دكين .
41- سالم بن أبي الجعد .
42- محمد بن صامت .
43- حكيم ابن سعد .
44- إبراهيم بن ميسرة .
45- أبو أمية .

اسماء الصحابة و الصحابيات

1- علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) .
2- عمار بن ياسر .
3- حذيفة بن اليمان .
4- أبو سعيد الخدري .
5- طلحة بن عبيد اللّه .
6- إبن عمر .
7- عبد اللّه بن مسعود .
8- جابر بن عبد اللّه .
9- عبد الرحمان بن عوف .
10- عمر بن الخطاب .
11- إبن عباس .
12- أبو هريرة .
13- أنس بن مالك .
14- أبو أمامة .
15- الهلالي .
16- أبو الطفيل .
17- الحسن ( عليه السلام ) .
18- الحسين ( عليه السلام ) .
19- ثوبان .
20- اُبَيُّ بن الكعب .
21- جابر بن سمرة .
22- جابر الصدفي .
23- عبد اللّه بن عمرو بن العاص .
24- عمرو بن العاص .
25- اُمّ سلمة .
26- عايشة .
27- أسماء بنت عُميس .
28- اُمّ حبيبة .
ثم إنَّا بعد ذلك رأينا لمزيد بصيرة القاريء ، و لعدم خلو هذه الرسالة عن متون هذه الأحاديث ، و لأجل كسب الثواب الموعود في أحاديث ( من حفظ على اُمتي أو من اُمتي … ) 8 ، إخراجَ أربعين حديثاً من أحاديث هذا الكتاب التي تربو على مأتين ، في هذه الرسالة فيما يلي ، و ما توفيقي إلا باللّه .
1 ـ أخرج أحمد ، و ابن أبي شيبة ، و ابن ماجة ، و نعيم بن حماد ، في الفتن ، عن علي ( عليه السلام ) ، قال : قال رسول اللّه ( صلى الله عليه و آله ) : ” المهديّ منّا أهل البيت ، يصلحه اللّه في ليلة ” ( باب : 2 ، حديث : 1 ، صفحة : 89 ) .
2 ـ و أخرج أبو داود ، و ابن ماجة ، و الطبراني ، و الحاكم عن اُمّ سلمة ، قالت : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) يقول : ” المهديُّ من عترتي ، من ولد فاطمة ” ( باب : 2 ، حديث : 2 ، صفحة : 89 ) .
3 ـ و أخرج الحاكم ، و ابن ماجة ، و أبو نعيم ، عن أنس بن مالك ، قال : سمعت رسول اللّه ( صلى الله عليه و آله ) يقول : ” نحن سبعة ولد عبد المطلب سادة أهل الجنة : أنا ، و حمزة ، و علي ، و جعفر ، و الحسن ، و الحسين ، و المهدي ” ( باب : 2 ، حديث : 3 ، صفحة : 89 ) .
4 ـ و أخرج الترمذي ـ و صححه ـ عن أبي هريرة ، قال : قال رسول اللّه ( صلى الله عليه و آله ) : ” لو لم يبق من الدنيا إلا يوم ، لطوّل الله ذلك اليوم ، حتى يلي المهديّ ” ( باب : 2 ، حديث : 2 ، صفحة : 90 ) .
5 ـ و أخرج الطبراني في الأوسط من طريق عمرو بن علي ، عن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) أنه قال للنبي ( صلى الله عليه و آله ) : ” أمِنَّا المهدي أم من غيرنا يا رسول اللّه ؟ قال : ” بل منّا ، بنا يختم اللّه كما بنا فتح ، و بنا يُستنقذون من الشرك ، و بنا يؤلِّف اللّه بين قلوبهم بعد عداوة الشرك ” ( باب : 2 ، حديث : 7 ، صفحة : 91 ) .
6 ـ و أخرج نعيم بن حماد ، و أبو نعيم من طريق مكحول عن علي ، قال : قلت : يا رسول اللّه أمِنَّا آل محمد المهدي ، أم من غيرنا ؟ فقال : ” لا بل منّا ، يختم اللّه به الدين كما فتح ، بنا ينقذون من الفتنة كما اُنقذوا من الشرك ، و بنا يؤلِّف اللّه بين قلوبهم ، و بنا يصبحون بعد عداوة الفتنة إخواناً كما أصبحوا بعد عداوة الشرك إخواناً في دينهم ” ( باب : 2 ، حديث : 8 ، صفحة : 91 ) .
7 ـ و أخرج الحارث بن أبي اُسامة ، و أبو نعيم ، عن أبي سعيد ، قال : قال رسول اللّه ( صلى الله عليه و آله ) : ” لتملأنّ الأرض ظلماً و عدوانا ، ليخرجنّ رجل من أهل بيتي حتى يملأها قسطاً و عدلا كما ملئت عدواناً و ظلماً ) ( باب : 2 ، حديث : 10 ، صفحة : 91 و 92 ) .
8 ـ أخرج الطبراني في الكبير ، و أبو نعيم عن ابن مسعود ، قال : قال رسول اللّه ( صلى الله عليه و آله ) : ” يخرج رجل من أهل بيتي ، يواطيء اسمه اسمي ، و خلقه خلقي ، يملأها قسطاً و عدلا كما ملئت ظلماً و جوراً ) ( باب : 2 ، حديث : 11 ، صفحة : 92 ) .
9 ـ و أخرج أبو نعيم عن حذيفة ، قال : قال رسول اللّه ( صلى الله عليه و آله ) : ” ويح هذه الأمة من ملوك جبابرة ، يقتلون و يخيفون المطيعين إلا من أظهر طاعتهم ، فالمؤمن التقي ليصانعهم بلسانه ، و يفر منهم بقلبه و جنانه . فإذا أراد اللّه تعالى أن يعيد الإسلام عزيزا ، قصم كلَّ جبار عنيد ، و هو القادر على ما يشاء أن يصلح أمة بعد فسادها . يا حذيفة ! لو لم يبق من الدنيا إلا يوم ، لطوّل اللّه ذلك اليوم حتى يملك من أهل بيتي رجل ، تجري الملاحم على يديه ، و يظهر الإسلام ، لا يخلف وعده ، و هو سريع الحساب ” ( باب : 2 ، حديث : 12 ، صفحة : 92 ) .
10 ـ أخرج الحسن بن سفيان ، و أبو نعيم ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول اللّه ( صلى الله عليه و آله ) : ” لو لم يبقَ من الدنيا إلا ليلة ، ليملك فيها رجل من أهل بيتي ” ( باب : 2 ، حديث : 13 ، صفحة : 92 ) .
11 ـ أخرج الروياني في مسنده ، و أبو نعيم عن حذيفة ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) : ” المهديُّ رجل من ولدي ، لونه لون عربي ، و جسمه جسم إسرائيلي ، على خده الأيمن خال كأنه كوكب درّي ، يملأ الأرض عدلا كما ملئت جوراً و ظلما ، يرضى في خلافته أهل الأرض و أهل السماء و الطير في الجو ” ( باب : 2 ، حديث : 16 ، صفحة : 93و94 ) .
12 ـ أخرج أبو نعيم عن الحسين ( عليه السلام ) أن النبي ( صلى الله عليه و آله ) قال لفاطمة : ” يا بنيَّة ! المهدي من ولدكِ ” ( باب : 2 ، حديث : 17 ، صفحة : 94 ) .
13 ـ وأخرج ابن عساكر عن الحسين ( عليه السلام ) ، أن النبي ( صلى الله عليه و آله ) قال : ( أبشري يا فاطمة ! المهدي منكِ ) ( باب : 2 ، حديث : 17 ، صفحة : 94 ) .
14 ـ أخرج الطبراني في الكبير ، و أبو نعيم عن الهلال 9 ، أن النبي ( صلى الله عليه و آله ) قال لفاطمة : ” و الذي بعثني بالحق ، منهما ـ يعني الحسن و الحسين ـ مهدي هذه الأمة إذا صارت الدنيا هرجاً و مرجا ، و تظاهرت الفتن ، و تقطعت السبل ، و أغار بعضهم على بعض ، فلا كبير يرحم صغيرا ، و لا صغير يوقر كبيرا ، يبعث اللّه عند ذلك منهما من يفتح حصون الضلالة و قلوباً غفلا ، يقوم بالدين في آخر الزمان ، كما قمت به في أول الزمان ، و يملأ الدنيا عدلا كما ملئت جوراً ” ( باب : 2 ، حديث : 19 ، صفحة : 94 و 95 ) .
15 ـ و أخرج أيضاً ـ يعني نعيم بن حماد ـ عن علي و عائشة ، عن النبي ( صلى الله عليه و آله ) قال : ” المهدي رجل من عترتي ، يقاتل على سنتي كما قاتلت أنا على الوحي ” ( باب : 2 ، حديث : 21 ، صفحة : 95 ) .
16 ـ وأخرج أيضاً عن علي ( عليه السلام ) ، قال : ( المهدي رجل منّا ، من ولد فاطمة ) ( باب : 2 ، حديث : 23 ، صفحة : 95 ) .
17 ـ و أخرج الطبراني ، عن عوف بن مالك أن النبي ( صلى الله عليه و آله ) قال : ” يجيء فتنة غبراء مظلمة ، تتّبع الفتن بعضها بعضاً حتى يخرج من أهل بيتي يقال له المهدي ، فإن أدركته فاتبعه ، و كن من المهتدين ” ( باب : 4 ، ف 1 ، حديث : 20 ، صفحة : 103 ) .
18 ـ و أخرج الداني عن الحكم بن عُيينة ، قال : قلت لمحمد بن علي : سمعت أنه سيخرج منكم رجل يعدل في هذه الاُمة . قال : ” إنّا نرجو ما يرجو الناس ، و إنّا نرجو لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطوّل اللّه ذلك اليوم حتى يكون ما ترجو هذه الاُمة ، و قبل ذلك فتن شر فتنة ، يمسى الرجل مؤمناً و يصبح كافرا ، و يصبح مؤمناً و يمسي كافرا ، فمن أدرك ذلك منكم فليتّق اللّه و ليكن من أحلاس بيته ” ( باب : 4 ، ف 1 ، حديث : 7 ، صفحة : 104 ) .
19 ـ و عن عمار بن ياسر : ” إذا قتلت النفس الزكية ، و أخوه تقتل بمكة صنيعة ، نادى مناد من السماء : أن أميركم فلان ، و ذلك المهدي ، الذي يملأ الأرض حقاً و عدلا ” أخرجه الإمام أبو عبد اللّه نعيم بن حماد في كتاب الفتن . ( باب : 4 ، ف 2 ، حديث : 7 ، صفحة : 112 ) .
20 ـ أخرج الطبراني في الأوسط عن طلحة بن عبيد اللّه ، عن النبي ( صلى الله عليه و آله ) : ” ستكون فتنة ، لا يهدأ منها جانب إلا جاش منها جانب ، حتى ينادي مناد من السماء : أن أميركم فلان ” ( باب : 1 ، حديث : 1 ، صفحة : 71 ) .
21 ـ أخرج أبو نعيم ، و الخطيب في تلخيص المتشابه عن ابن عمر ، قال : قال رسول اللّه ( صلى الله عليه و آله ) : ” يخرج المهدي و على رأسه ملك ينادي : أن هذا مهدي فاتبعوه ” ( باب : 1 ، حديث : 2 ، صفحة : 72 ) .
22 ـ و أخرج أبو نعيم عن علي ، قال : ” إذا نادى مناد من السماء : أن الحقَّ في آل محمد ، فعند ذلك يظهر المهدي على أفواه الناس ، و يشربون حبَّه ، و لا يكون لهم ذكر غيره ” ( باب : 1 ، حديث : 4 ، صفحة : 73 ) .
23 ـ و أخرج أيضاً ( يعني نعيم بن حمّاد ) عن شهر بن حوشب ، قال : قال رسول اللّه ( صلى الله عليه و آله ) : ” في المحرم ينادي مناد من السماء : ألا إن صفوة اللّه ( من خلقه ) فلان ، فاسمعوا له ، أطيعوه في سنة الصوت المعمعة ” ( باب : 1 ، حديث : 9 ، صفحة : 75 ) .
24 ـ و عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، قال : ” تختلف ثلاث رايات : راية بالمغرب ، و راية بالجزيرة ، و راية بالشام ، تدوم الفتنة بينهم سنة ـ ثم ذكرخروج السفياني و ما يفعله من الظلم و الجور ، ثم ذكر خروج المهدي و مبايعة الناس له بين الركن و المقام ، و قال : ـ يسير بالجيوش حتى يسير بوادي القرى في هدوء و رفق ، و يلحقه هناك ابن عمه الحسني في إثني عشر ألف فارس ، فيقول له : يا ابن عم أنا أحق بهذا الجيش منك ، أنا ابن الحسن و أنا المهدي . فيقول له المهدي : بل أنا المهدي . فيقول له الحسني : هل لك من آية فأبايعك ؟ فيوميء المهدي إلى الطير فيسقط على يديه ، و يغرس قضيبا . . فيخضر و يورق . فيقول له الحسني : يا ابن عمي هي لك ” ( باب : 1 ، حديث : 15 ، صفحة : 76 و 77 ) 10 .
25 ـ و أخرج نعيم ، و أبو نعيم ، عن أبي سعيد ، قال : قال رسول اللّه ( صلى الله عليه و آله ) : ” يكون عند انقطاع من الزمان و ظهور من الفتن رجل يقال له المهدي ، يكون عطاؤه حثياً ” ( باب : 1 ، حديث : 33 ، صفحة : 84 ) .
26 ـ و أخرج أبو نعيم ، عن عبد الرحمن بن عوف ، قال : قال رسول اللّه ( صلى الله عليه و آله ) : ” يكون عند انقطاع من الزمان ليبعثن اللّه من عترتي رجلا ، أفرق الثنايا ، أجلى الجبهة ، يملأ الأرض عدلا ، يفيض المال فيضاً ” ( باب : 1 ، حديث : 32 ، صفحة : 84 ) .
27 ـ و أخرج أحمد و مسلم عن أبي سعيد و جابر ، عن رسول اللّه ( صلى الله عليه و آله ) قال : ” يكون في آخر الزمان خليفة يقسم المال و لا يعدّه ” ( باب : 1 ، حديث : 28 ، صفحة : 83 ) .
28 ـ و عن حذيفة بن اليمان ، عن النبي ( صلى الله عليه و آله ) في قضية المهدي ( عليه السلام ) مبايعته بين الركن و المقام ، و خروجه متوجهاً إلى الشام ، قال : ” و جبرائيل على مقدمته ، و ميكائيل على ساقته ، يفرح به أهل السماء و الأرض ، و الطير و الوحش ، و الحيتان في البحر ” أخرجه أبو عمر وعثمان بن سعيد المقري في سُننه . ( باب : 1 ، حديث : 16 ، صفحة : 77 ) .
29 ـ و أخرج أحمد و الباوردي في المعرفة ، و أبو نعيم عن أبي سعيد ، قال : قال رسول اللّه ( صلى الله عليه و آله ) : ” بشراكم بالمهدي ، رجل من قريش من اُمتي على اختلاف من الناس و زلازل ، فيملأ الأرض قسطاً و عدلا كما ملئت جوراً و ظلما ، و يرضى عنه ساكن السماء و ساكن الأرض ، و يقسم المال صحاحاً بالسوية بين الناس ، و يملأ قلوب أمة محمد غنى ، و يسعهم عدله حتى أنه يأمر منادياً فينادي : من له حاجة ؟ فما يأتيه أحد إلا رجل واحد ، يأتيه يسأله ، فيقول : ائت السادِن يعطيك ، فيأتيه ، فيقول : أنا رسول المهدي إليك لتعطيني مالا . فيقول : إحث ، فيحثى ، فلا يستطيع أن يحمله ، فيخرج به و يندم ، فيقول : أنا كنت أجشع اُمة محمد نفسا ، كلهم دعى إلى هذا المال فتركه غيري ، فيرده عليه ، فيقول : إنّا لا نقبل شيئاً أعطينا ، فيلبث في ذلك ستاً أو سبعاً أو تسع سنين ، و لا خير في الحياة بعده ” ( باب : 1 ، حديث : 21 ، صفحة : 79 و 80 ) .
30 ـ و أخرج أيضاً عن عبد اللّه ، عن أبي سعيد ، عن النبي ( صلى الله عليه و آله ) : ” المهدي منا ، أجلى الجبهة ، أقنى الأنف ” ( باب : 3 ، حديث : 3 ، صفحة : 99 ) .
31 ـ و أخرج نعيم بن حماد عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول اللّه ( صلى الله عليه و آله ) : ” ستكون بعدي فتن ، منها فتنة الأحلاس ، يكون فيها حرب و هرب ، ثم بعدها فتنة أشد منها ، ثم تكون فتنة . كلما قيل انقطعت تمادت حتى لا يبقى بيت إلا دخلته ، و لا مسلم إلا ملته حتى يخرج رجل من عترتي ” ( باب : 4 ، حديث : 3 ، صفحة : 103 ) .
32 ـ و أخرج نعيم عن علي ، قال ( لا يخرج المهدي حتى يقتل ثلث ، و يموت ثلث ، و يبقى ثلث ) ( باب : 4 ، فصل : 2 ، حديث : 4 ، صفحة : 111 و 112 ) .
33 ـ و أخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد ، قال : حدَّثني فلان ـ رجل من أصحاب النبي ( صلى الله عليه و آله ) ـ : ” أن المهدي لا يخرج حتى تُقتل النفس الزكية ، فإذا قتلت النفس الزكية غضب عليهم من في السماء و من في الأرض ، فأتى الناس ، فزفوه كما تزف العروس إلى زوجها ليلة عرسها ، و هو يملأ الأرض قسطاً و عدلا ، و تنعم اُمتي في ولايته نعمة لم تنعمها قط ” ( باب : 4 ، ف 2 ، حديث : 6 ، صفحة : 112 ) .
34 ـ و أخرج أبو عمرو الداني في سننه عن حذيفة ، قال : قال رسول اللّه ( صلى الله عليه و آله ) : ” يلتفت المهدي و قد نزل عيسى بن مريم كأنما يقطر من شعره الماء . فيقول المهدي : تقدَّم ، صلِّ بالناس . فيقول عيسى : إنما اُقيمت الصلاة لك ، فيصلي خلف رجل من ولدي ” ( باب : 9 ، حديث : 9 ، صفحة : 160 ) .
35 ـ و أخرج الطبراني في الأوسط ، والحاكم عن اُمّ سلمة ، قالت : قال رسول اللّه ( صلى الله عليه و آله ) : ” يبايع الرجلَ بين الركن و المقام عدةُ أهل بدر ، فيأتيه عصائب أهل العراق و أبدال أهل الشام ، فيغزوه جيش من أهل الشام حتى انتهوا بالبيداء خسف بهم ” ( باب : 4 ، فصل : 2 ، حديث : 18 ، صفحة : 117 ) .
36 ـ و عن محمد بن الحنفية ( رضي الله عنه ) 11 ، قال : ” كنّا عند علي ( عليه السلام ) ، فسأله رجل عن المهدي ، فقال : ” هيهات ! هيهات ! ثم عقد بيده تسعا ، فقال : ذلك يخرج في آخر الزمان 12 ، و إذا قيل للرجل اللّه اللّه قيل 13 ، فيجمع اللّه له قوماً قزعاً كقزع السحاب يؤلف بين قلوبهم ، لا يستوحشون على أحد ، و لا يفرحون بأحد ، دخل فيهم على عدة أصحاب بدر ، لم يسبقهم الأولون و لا يدركهم الآخرون ، و على عدد أصحاب طالوت الذين جاوزوا النهر معه ” ( باب : 6 ، حديث : 8 ، صفحة : 144 ) .
37 ـ و أخرج ابن ماجة ، و الطبراني عن عبد اللّه بن الحارث ابن جزء الزبيدي ، قال : قال رسول اللّه ( صلى الله عليه و آله ) : ” يخرج ناس من المشرق ، فيوطئون للمهدي سلطانه ” ( باب : 7 ، حديث : 2 ، صفحة : 147 ) .
38 ـ و أخرج أبو غنم الكوفي في كتاب الفتن ، عن علي بن أبي طالب ، قال : ” ويحاً للطالقان ! فإن للّه بها كنوزاً ليست من ذهب و لا فضة ، و لكن بها رجال عرفوا اللّه حقَّ معرفته ، و هم أنصار المهدي في آخر الزمان ” ( باب : 7 ، حديث : 14 ، صفحة : 150 ) .
39 ـ و أخرج أبو نعيم عن أبي سعيد ، قال : قال رسول اللّه ( صلى الله عليه و آله ) : ” منّا الذى يصلِّي عيسى بن مريم خلفه ” ( باب : 9 ، حديث : 1 ، صفحة : 158 ) .
40 ـ و أخرج أبو بكر الإسكافي في فوائد الأخبار ، عن جابر بن عبد اللّه ، قال : قال رسول اللّه ( صلى الله عليه و آله ) : ” من كذب بالدجال فقد كفر ، و من كذب بالمهدي فقد كفر ” ( باب : 12 ، حديث : 2 ، صفحة : 170 ) .
هذا و الحمد للّه تعالى على ما شرَّفني بإخراج هذه الأربعين حديثاً من الأحاديث في المهدي ( عليه السلام ) ، و من أراد التوسع في ذلك فعليه بتتبّع كتب المسانيد و الجوامع ، و الموسوعات الكبيرة كالبحار و العوالم ، و كتاب كمال الدين للصدوق ، و الغيبة للشيخ الطوسي ، و كفاية الأثر و كتابنا منتخب الأثر .
و آخر دعوانا أن الحمد للّه رب العالمين .
12 رجب الخير – 1401
قم المشرفة ـ لطف اللّه الصافي الگلپايگاني

  • 1. راجع : البرهان في علامات مهديِّ آخر الزمان : 174 .
  • 2. القران الكريم : سورة الأنبياء ( 21 ) ، الآية : 18 ، الصفحة : 323 .
  • 3. القران الكريم : سورة التوبة ( 9 ) ، الآية : 33 ، الصفحة : 192 .
  • 4. القران الكريم : سورة النور ( 24 ) ، الآية : 55 ، الصفحة : 357 .
  • 5. القران الكريم : سورة القصص ( 28 ) ، الآية : 5 ، الصفحة : 385 .
  • 6. القران الكريم : سورة الصافات ( 37 ) ، الآيات : 171 – 173 ، الصفحة : 452 .
  • 7. القران الكريم : سورة آل عمران ( 3 ) ، الآية : 8 ، الصفحة : 50 .
  • 8. نقل عن الشافعي أنه قال في هذه الأحاديث : المراد الحديث في مناقب علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، و لهذا حكاية عجيبة عن أحمد بن حنبل تطلب من كتاب الأربعين للشيخ أبي الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس ( المتوفى في سنة 412 ) .
  • 9. في بعض النسخ ( الهلالي ) .
  • 10. هـذا الحديث يدلُّ على أن المهدي ( عليه السلام ) من ولد الحسين ( عليه السلام ) كما دلَّت عليه أخبار كثيرة ، ذكرناها في منتخب الأثر .
  • 11. يعني و أخرج نعيم عن محمد بن الحنفية .
  • 12. قيـل في معنـى ذلـك إنه عقد بيـده تسعا ، عدد الأئمـة التسعة مـن ولد الحسين ( عليه السلام ) فلما بلغ إلى المهدي ( عليه السلام ) ، قال : ذلك يخرج في آخر الزمان .
  • 13. الظاهر أن الصحيح هكذا ( إذا قال الرجل : اللّه تعالى قتل ) ، كما في كشف الأستـار ، و قال : أخرجه الحافظ أبو عبد اللّه الحاكم في مستدركه ، و قال : هذا حديث صحيح على شرط البخاري و مسلم ، ولم يخرجاه .
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى