مقالات

الخصائص الحسنيّة (3)

روى أبو نُعَيم الأصفهاني في ( حلية الأولياء 37:2 ـ ط السعادة بمصر ) عن عليّ بن زيد بن جدعان قال: خرج الحسن بن عليٍّ من ماله مرّتين، وقاسَمَ اللهَ تعالى مالَه ثلاث مرّات. ( رُوي بعين ما تقدّم في: صفة الصفوة لابن الجوزي 320:1 ـ ط حيدرآباد، ونسب قريش للزَّبيدي:24 ـ ط پاريس، وأُسد الغابة لابن الأثير 13:2 ـ ط مصر، وسِير أعلام النبلاء للذهبي 178:3 ـ ط مصر، والفصول المهمّة لابن الصبّاغ المالكي؛ ونظم درر السمطين للزرندي الحنفي:196 ـ ط القضاء، ومطالب السَّؤوال لابن طلحة الشافعي:66 ـ ط طهران، وتاريخ الخلفاء للحافظ السيوطي:73 ـ ط الميمنيّة، وغيرها.
وروى ذلك أيضاً من الرواة: شهاب بن عامر، وابن أبي نُجَيح، وعبد بن عُمَير ).
• وكتب الحافظ السيوطي الشافعي في ( الكنز المدفون:234 ـ ط بولاق بمصر ): فائدة: قيل للحسن بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنهما، وجعل في الجِنان مقرَّهما: لأيّ شيءٍ نراك لا تردّ سائلاً وإن كنتَ على فاقة ؟ فقال رضي الله عنه: « إنّي لله سائل، وفيه راغب، وأنا أستَحْيي أن أكون سائلاً وأرُدَّ سائلاً، وأنّ الله تعالى عوّدني عادةً، عوّدني أن يفيض نعمه علَيّ، وعوّدته أن أُفيض نعمه على الناس، فأخشى إن قطعتُ العادة أن يمنعني العادة ». ثمّ أنشد يقول:

إذا ما أتاني سائلٌ قلتُ: مرحبـاً

بِمَن فضلُه فرضٌ علَيّ مُعَجَّـلُ

ومن فضله فضلٌ على كلِّ فاضلٍ

وأفضلُ أيّام الفتى حيـن يُسـألُ

( رواه بعين ما تقدّم: الشيخ محمّد رضا المصري المالكي في: الحسن والحسين سبطا رسول الله:10 ـ ط القاهرة ).
• وفي كتابه ( درّ بحر المناقب:132 ـ من المخطوط ) روى ابن حسنَوَيه الموصلي الحنفي عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام أنّ الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام دخل يوماً على الحسن عليه السلام، فلمّا نظر إليه بكى، فقال: ما يُبكيك يا أبا عبدالله ؟ قال: أبكي ممّا يُصنَع بك، فقال له الحسن عليه السلام: « إنّ الذي يُوتى إليّ سمٌ يُدَسّ إليّ فأُقتَل به، ولكن لا يومَ كيومِك يا أبا عبدالله، يزدلف إليك ثلاثون ألفَ رجلٍ يدّعون أنّهم مِن أُمّة جدّنا محمّد صلّى الله عليه وآله، وينتحلون الإسلام، فيجتمعون على قتلك وسفك دمائك، وانتهاك حُرمتك، وسَبْي ذراريك ونسائك، وانتهاب ثِقلك، فعندها يحلّ ببني أُميّة اللعنةُ وتمطر السماءُ رماداً ودماً، ويبكي عليك كلُّ شيء، حتّى الوحوشُ في الفلوات والحيتانُ في البحار ».
• وكان من خطبة الإمام الحسن الزكيّ المجتبى عليه السلام بعد شهادة أبيه أمير المؤمنين عليه السلام قوله بعد الحمد والثناء: « لقد قُبِض في هذه الليلة رجلٌ لم يسبقه الأوّلون، ولا يُدركه الآخِرون. وقد كان رسول الله صلّى الله عليه وآله يُعطيه رايته فيقاتل جبريلُ عن يمينه، وميكائيلُ عن شماله، فما يرجع حتّى يفتح الله عليه. ولا ترك على وجه الأرض صفراءَ ولا بيضاء إلاّ سبعَ مئةِ درهمٍ فضُلَت عن عطائه أراد أن يبتاع بها خادماً لأهله ».
ثمّ قال عليه السلام: « أيُّها الناس، مَن عَرَفني فقد عرفني، ومَن لم يعرفني فأنا الحسنُ ابن عليّ، وأنا ابن الوصيّ، وأنا ابنُ البشير، وأنا ابن النذير، وأنا ابن الداعي إلى الله بإذنه والسراجِ المنير، وأنا مِن أهل البيت الذي افتَرَض اللهُ مودّتَهم على كلّ مسلم، فقال الله تعالى لنبيّه صلّى الله عليه وآله: قُلْ لا أسألُكم عليهِ أجراً إلاَّ المودّةَ في القُربى ، ومَن يَقتَرِف حَسَنةً نَزِدْ له فيها حُسْناً ، فاقترافُ الحسنة مودّتُنا أهلَ البيت ». ( رواه: محبّ الدين الطبري في: ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى:138 ـ ط القدسي بمصر، وأحمد بن حنبل في: المسند 199:1 ـ ط الميمنيّة بمصر، وأبو الفرج الأصبهاني في: مقاتل الطالبيّين، وابن الجوزي في: التبصرة:448 ـ ط القاهرة، والنقشبندي في: مناقب العشرة:23 ـ من المخطوط، وابن أبي الحديد في: شرح نهج البلاغة 236:2 ـ ط مصر، وابن حجر المكي الشافعي في: الصواعق المحرقة:226 ـ ط عبداللطيف بمصر، والطبراني في: المعجم الكبير:139 ـ نسخة جامعة طهران ).
• ومن خطبةٍ للإمام الحسن عليه السلام في مجلس معاوية، قال: « أيُّها الناس، مَن عَرَفني فقد عرفني، ومَن لم يعرفني فأنا الحسنُ بن عليّ بن أبي طالب، أنا ابنُ نبيّ الله، أنا ابنُ مَن جُعِلَت له الأرضُ مسجداً وطهوراً، أنا ابن السراج المنير، أنا ابن البشير النذير، أنا ابن خاتم النبيّين وسيّدِ المرسَلين، وإمامِ المتّقين، ورسولِ ربّ العالمين، أنا ابنُ مَن بُعِث إلى الجنّ والإنس، أنا ابن مَن بُعث رحمةً للعالمين ».
فلمّا سمع كلامَه معاويةُ غاظه منطقُه، فأراد أن يقطع عليه فقال: يا حسن، عليك بِصِفة الرُّطَب، فقال الحسن عليه السلام: « الريحُ تُلقِحه، والحَرُّ يُنضِجه، والليل يُبرده ويطيّبه، على رغم أنفك يا معاوية! ثمّ أقبل عليه السلام على كلامه فقال:
« أنا ابنُ المستجابِ للدعوة، أنا ابن الشفيع المطاع، أنا ابنُ أوّلِ مَن ينفض راسه من التراب ويقرع باب الجنّة، أنا ابنُ مَن قاتَلَتِ الملائكةُ معه ولم تقاتل مع نبيٍّ قَبلَه، أنا ابن مَن نُصر على الأحزاب، أنا ابن مَن ذلّ له قريشٌ رغماً ».
فقال معاوية: أما إنّك تُحدّث نفسك بالخلافة ولستَ هناك، فأجابه الإمام الحسن المجتبى عليه السلام: « أمّا الخلافةُ فلِمَن عَمِل بكتاب الله وسُنّةِ نبيّه، ليست الخلافة لمَن خالف كتابَ الله وعطّل السُّنّة. إنّما مَثَلُ ذلك مَثَلُ رجلٍ أصاب مُلكاً فتمتّع به وكأنّه انقطع عنه وبَقيَت تَبِعاتُه عليه ». ( روى هذه الخطبة: الخوارزمي الحنفي في: مقتل الحسين عليه السلام:125 ـ ط الغري، والبيهقي في: المحاسن والمساوي:82 ـ ط بيروت، وأبو حاتم السجستاني في: المُعمَّرون والوصايا:153 ـ ط دار الإحياء. وبنحوٍ آخر رواها: الزرندي في: نظم درر السمطين:200 ـ ط القضاء، والشيخ القندوزي الحنفي في: ينابيع المودّة لذوي القربى:225 ـ ط إسلامبول ).

المصدر: https://imamhassan.org/

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى