بين يدي القائم (عج)

علامات ظهوره المبارك عليه السلام

وألقت الأخبار الأضواء والمؤشرات على علامات ظهور الإمام المنتظر عليه السلام، وحددت الزمان والمكان اللذين يظهر فيهما، أما الأخبار التي تحدثت عن علامات ظهوره، فبعضها حتمي لا بد أن يتحقق على مسرح الحياة، وبعضها غير حتمي، ونعرض إلى الجهة الأولى

العلامات الحتمية
وأجمعت الأخبار على ضرورة تحقق بعض العلامات قبل ظهور الإمام عليه السلام، وهذه بعضها:
انتشار الظلم
من العلامات البارزة لخروج الإمام المهدي عليه السلام انتشار الظلم، وشيوع الجور، وانعدام الأمن والاستقرار، حتى تصبح الحياة قاتمة مليئةبالأحداث والخطوب، ويعيش الإنسان على أعصابه من كثرة ما يعانيه من الخوف والإرهاب، وقد خيمت على المجتمع الإنساني الحياة الجاهلية بآثامها وشرورها، وتسابق الناس إلى المنكر حتى عاد بينهم معروفا، أما الإسلام فإنه يعود غريبا كما بدأ قد جمدت طاقاته، وأجهزت عليه الدول الكبرى الظالمة التي ترغم الناس على ما يكرهون، والتي تستغل ثروات المسلمين، وتنهب إمكانياتهم الاقتصادية، وتجعلهم تحت مناطق نفوذها، وعلى أي حال فالذي يدعم ما ذكرناه كوكبة من الأخبار، كان من بينها ما يلي:

1 – روى أبو سعيد الخدري، أن رسول الله صلى الله عليه وآله، قال: ” ستكون بعدي فتن منها فتن الأحلاس – جمع حلس، وهو الثوب الذي يلي ظهر البعير، شبهها به للزومها ودوامها- يكون فيها هرب وحرب، ثم من بعدها فتن كلما قيل انقطعت تمادت حتى لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته، ولا مسلم إلا وصلته، حتى يخرج رجل من عترتي “.

2 – روى أبو سعيد الخدري، أن النبي صلى الله عليه وآله قال:  ” لا يزال بكم الأمر أي الشدة والضيق – حتى يولد في الفتنة والجور من لا يعرف عندها حتى تملأ الأرض جورا، فلا يقدر أحد يقول: ” الله ” ثم يبعث الله عز وجل رجلا مني ومن عترتي فيملأ الأرض عدلا كما ملأها من كان قبله جورا، وتخرج له الأرض أفلاذ كبدها، ويحثو المال حثوا، ولا يعد عدا حتى يضرب الإسلام بجرانه “.

3 – روى أبو سعيد الخدري، أن النبي الله صلى الله عليه وآله قال: ” ينزل بأمتي في آخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم لم يسمع ببلاء أشد منه، حتى تضيق عليهم الأرض الرحبة، وحتى تملأ الأرض جورا وظلما ولا يجد المؤمن ملجأ يلتجئ إليه من الظلم، فيبعث الله عز وجل رجلا من عترتي فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض لا تدخر الأرض من بذرها شيئا إلا أخرجته ولا السماء من قطرها شيئا إلا صبه الله عليم مدرارا، يعيش فيهم سبع سنين أو ثمان أو تسع تتمنى الإحياء الأموات مما صنع الله عز وجل بأهل الأرض من خيره “.

4 – قال صلى الله عليه وآله: ” سيكون بعدي خلفاء، ومن بعد الخلفاء أمراء، ومن بعد الأمراء ملوك، ومن بعد الملوك جبابرة ثم يخرج رجل من أهل بيتي يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا “.

5 – روى عوف بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ” كيف أنتم يا عوف إذا افترقت الأمة على ثلاث وسبعين فرقة، واحدة منها في الجنة وسائرهم في النار ! وسارع عوف قائلا: كيف ذلك ؟، فأجابه رسول الله صلى الله عليه وآله موضحا له ما يجري على المسلمين قائلا: ” إذا كثرت الشرط، وملكت الإماء، وقعدت الجهلة على المنابر، واتخذ الفيء دولا، والزكاة مغرما، والأمانة مغنما، وتفقه في دين الله لغير الله، وأطاع الرجل امرأته، وعق أمه، وأقصى أباه، ولعن آخر هذه الأمة أولها، وساد القبيلة فاسقهم، وكان زعيم القوم أرذلهم، وأكرم الرجل اتقاء شره، فيومئذ يكون ذلك فيه يفزع الناس إلى الشام وإلى مدينة يقال لها دمشق من خير مدن الشام فتحصنهم من عدوهم، فقيل له: يا رسول الله، وهل تفتح الشام ؟قال صلى الله عليه وآله: وشيكا، ثم تقع الفتنة بعد فتحها، ثم تجيء فتنة غبراء مظلمة، ثم تتبع الفتن بعضها بعضا، حتى يخرج رجل من أهل بيتي يقال له المهدي “.

6 – قال صلى الله عليه وآله: ” منا مهدي هذه الأمة إذا صارت الدنيا هرجا ومرجا، وتظاهرت الفتن وتقطعت السبل، وأغار بعضهم على بعض، فلا كبير يرحم صغيرا، ولا صغير يوقر كبيرا، فيبعث الله عند ذلك مهدينا، التاسع من صلب الحسين عليه السلام يفتح حصون الضلالة وقلوبا غفلا، يقوم في الدين في آخر الزمان كما قمت به في أول الزمان، يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا “.

7 – روي عن الإمام أبي جعفر، محمد بن علي عليهما السلام، قال: ” لا يظهر المهدي إلا على خوف شديد من الناس، وزلزال وفتنة وبلاء يصيب الناس، وطاعون قبل ذلك، وسيف قاطع بين العرب، واختلاف شديد فيالناس، وتشتت في دينهم وتغير في حالهم حتى يتمنى المتمني الموت صباحا ومساء من عظم ما يرى من كلب الناس، وأكل بعضهم بعضا، فخروجه عليه السلام إذا خرج يكون عند اليأس والقنوط من أن يرى فرجا، فيا طوبى لمن أدركه وكان من أنصاره، والويل كل الويل لمن خالفه وخالف أمره “.

8 – وتحدث الإمام أبو جعفر عليه السلام في مجتمع من شيعته عن الإمام المنتظر عليه السلام، فقال: ” والقائم منا منصور بالرعب – أي رعب أعدائه – مؤيد بالظفر، تطوى له الأرض، وتظهر له الكنوز، ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب، ويظهر الله دينه على الدين كله ولو كره المشركون، فلا يبقى في الأرض خراب إلا عمره، ولا تدع الأرض شيئا من نباتها إلا أخرجته، ويتنعم الناس في زمانه نعمة لم يتنعموا مثلها قط “. فانبرى إليه شخص فقال له:” متى يخرج قائمكم ؟ “.

فأجابه الإمام عن علامات ظهوره قائلا: ” إذا تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال وركبت ذوات الفروج السروج وأمات الناس الصلوات واتبعوا الشهوات وأكلوا الربا واستخفوا بالدماء وتعاملوا بالربا وتظاهروا بالزنا وشيدوا البناء واستحلوا الكذب وأخذوا الرشا واتبعوا الهوى وباعوا الدين بالدنيا وقطعوا الأرحام ومنوا بالطعام، وكان الحلم ضعفا والظلم فخرا والأمراء فجرة والوزراء كذبة والأمناء خونة والأعوان ظلمة والقراء فسقة وظهر الجور وكثر الطلاق وبدا الفجور، وقبلت شهادة الزور، وشربت الخمور، وركب الذكور الذكور، واستغنت النساء بالنساء، واتخذوا الفيء مغنما والصدقة مغرما واتقي الأشرار مخافة ألسنتهم، وخرج السفياني من الشام واليماني من اليمن، وقتل غلام من آل محمد بين الركن والمقام، وصاح صائح من السماء بأن الحق معه ومع أتباعه، فعند ذلك خروج قائمنا، فإذا خرج أسند ظهره إلى الكعبة واجتمع إليه ثلاثمئة وثلاثة عشر رجلا من أتباعه. فأول ما ينطق به هذه الآية: ﴿بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين، ثم يقول أنا بقية الله وخليفته وحجته عليكم، فلا يسلم مسلم عليه إلا قال: السلام عليك يا بقية الله في الأرض، فإذا اجتمع عنده العقد عشرة آلاف رجل، فلا يبقى يهودي ولا نصراني ولا أحد ممن يعبد غير الله إلا آمن به وصدقه، وتكون الملة واحدة ملة الإسلام، وكلما كان في الأرض من معبود سوى الله، فتنزل عليه نار من السماء فتحرقه “.


* حياة الإمام المنتظر المصلح الأعظم-دراسة وتحليل-، الشيخ باقر شريف القرشي، دار جواد الأئمة، ط1، بيروت/لبنان، 1429هـ / 2008 م، ص 285-291.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى