روايات أهل البيت(ع)

الزهراء(ع) وخطبتها…

نص الشبهة: 

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . .

  1. هل الخطبة التي ألقتها السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام في المسجد أمام أبي بكر والمهاجرين والأنصار، كان قبل الهجوم على الدار أو بعد الهجوم؟! وما الدلائل على ذلك؟ ..
  2. إن كان بعد الهجوم على الدار، فلم لم تذكر السيدة فاطمة عليها السلام مصابها وما جرى عليها للناس؟
  3. وقد أثار بعد المخالفين هذا التساؤل: أنه بعد تلك المصائب والإصابات والأذية، كإسقاط المحسن عليه السلام، وكسر الضلع، كيف خرجت الزهراء عليها السلام من بيتها وتحملت، بينما هذه الإصابات قد تقعد شخصاً في بيته لمدة طويلة؟

ولكم منا جزيل الشكر والامتنان ..

الجواب: 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد..
1 ـ بالنسبة للسؤال عن تاريخ خطبتها نقول:
إن السيدة الزهراء عليها السلام قد ألقت خطبتها المشار إليها بعد اغتصابهم لفدك، واستيلائهم على إرثها من أبيها صلوات الله وسلامه عليه وعليها، وعلى الأئمة الطاهرين.
وقد كان اغتصابهم لفدك بعد عشرة أيام من استشهاد رسول الله صلى الله عليه وآله 1.
ويدل على ذلك قول الطبرسي أيضاً:
«لما بويع أبو بكر، واستقام له الأمر على جميع المهاجرين والأنصار، بعث إلى فدك من أخرج وكيل فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله، فجاءت فاطمة الزهراء عليها السلام إلى أبي بكر.. الخ.. » 2.
فإن استقامة الأمر لأبي بكر على جميع المهاجرين والأنصار، لم يتيسر له إلا بعد عدة أيام، كما يظهر من نقلهم الكثير من الاعتراضات التي واجهها أبو بكر 3.
2 ـ وأما لماذا لم تذكر مصابها، وما جرى عليها للناس..
فإن من الواضح: أن ذلك لا مبرر له، لأن الناس كانوا حاضرين لتلك الأحداث الفظيعة، وناظرين لها، ولا يزيدهم ذكر هذا الأمر معرفة بأمر يجهلونه، ولا يزيل عنهم شبهة يحتاجون إلى إزالتها، ولكن الأمر الذي كان يحتاج إلى كشف وبيان، هو تلك الشبهة التي ألقاها أبو بكر حول ما تركه رسول الله صلى الله عليه وآله، وقد كان لابد من فضح أمره فيها لأن ذلك معناه جعله أمام خيارين، كل منهما يعد كارثة بالنسبة إليه، وهما:

  1. جهله بآيات القرآن، وبأحكام الإسلام البديهية التي لا يجهلها حتى الأطفال..
  2. إظهار تعمده مخالفة نص القرآن، وانتهاك حرمة الشريعة، والدين، عن علم ودراية والتفات..

وليرى الناس بأم أعينهم: أنه فاقد لأبسط الشرائط والمواصفات التي تؤهله لأن يكون ولياً حتى على عائلته، فضلاً عن أن يؤتمن على الدين، وعلى دماء المسلمين، وعلى أعراضهم، وأموالهم.. وعلى مستقبل الأمة بصورة عامة..
على أن المتأمل في خطبتها يجد: أنها كانت تركز على أمور من شأنها تعريف الناس بالإمام الحقيقي، وبيان المواصفات التي تبعد من تصدى لهذا الأمر عن أن يكون أهلاً لأي مقام..
علماً بأن الحديث عما جرى عليها قد يستفيد منه الخصوم لتحويل القضية، إلى قضية شخصية، وادعاء أنها كانت حانقة عليهم من أجل ما تعرضت هي شخصياً له، لا من أجل أخطر قضية، وهي قضية الإسلام الكبرى..
وأما السؤال الثالث فإننا نقول:
إن كسر الضلع، لا يمنع ـ ولاسيما بعد مرور عدة أيام ـ من الحركة والمشي، مع مراعاة الاحتياط ـ لا يمنع من الكلام والاحتجاج، وذلك ظاهر لا يخفى..
والحمد لله، والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله الطاهرين 4..

  • 1. شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج 16 ص 263.
  • 2. الإحتجاج ج 1 ص 234 و235.
  • 3. راجع كتاب الغدير للعلامة الأميني رحمه الله، والإحتجاج ج 15 ص 186 ـ 202 وغير ذلك..
  • 4. مختصر مفيد.. (أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة)، السيد جعفر مرتضى العاملي، «المجموعة الثامنة»، المركز الإسلامي للدراسات، الطبعة الأولى، 1424 هـ ـ 2004 م، السؤال (445).
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى