نور العترة

كم كان عدد الذين انتقلوا إلى معسكر الإمام الحسين عليه السلام من الجيش الأموي ؟

نص الشبهة: 

كم كان عدد الذين انتقلوا إلى معسكر الإمام الحسين عليه السلام من الجيش الأموي ؟

الجواب: 

لا توجد إحصائية دقيقة 1 عن العدد وإن كانت هناك رواية ذكرها السيد بن طاووس (ت 664 هـ) في كتابه اللهوف، تفيد أن عدد الذين انتقلوا إلى صف الحسين يبلغ اثنين وثلاثين، بينما ذكر ابن نما الحلي (ت 645 هـ) في كتابه مثير الأحزان أنه جماعة من عسكر عمر بن سعد قد جاؤوا إليهم من دون تحديد عدد هذه الجماعة. و التتبع لروايات المقتل يفيد أن التالية أسماؤهم قد انتقلوا إلى المعسكر الحسيني:

الحر بن يزيد الرياحي (التميمي اليربوعي): قائد الفرقة التي بعثها عبيد الله بن زياد لمحاصرة الحسين ومنعه من الوصول إلى الكوفة، وقد انتقل إلى المعسكر الحسيني صباح اليوم العاشر قبل بدء المعركة وعلى أثر خطبة الإمام الحسين عليه السلام.

علي ابن الحر الرياحي السابق ذكره.

غلام الحر وهو تركي وقد ذكره في مقتل الخوارزمي.

من الذين انتقلوا إلى الحسين عليه السلام رجل من خزيمة جاء رسولا من عمر بن سعد إلى الحسين ليبلغه رسالته، فلم يرجع إلى عمر بن سعد وقال من الذي يختار النار على الجنة ؟ 2

جوين بن مالك بن قيس الضبعي، ذكر أنه كان في جيش عمر بن سعد ثم انتقل إلى صفوف الإمام الحسين عليه السلام، وقتل في الحملة الأولى، وقد ورد ذكره في زيارة الناحية المقدسة 3.

الحارث بن امرئ القيس الكندي: لما رأى الحسين عليه السلام قد أحاط به جيش الكوفة التحق بركبه 4.

الحلاس بن عمر الراسبي 5: سار هو وأخوه النعمان مع عمر بن سعد ثم تحولا إلى معسكر الحسين

النعمان بن عمر الراسبي.. المتقدم.

زهير بن سليم الأزدي لما رأى إصرار جيش الكوفة على مقاتلة الحسين عليه السلام اعتزل جيش عمر بن سعد ومال إلى معسكر الحسين واستشهد بين يديه 6.

عبد الله بن بشير 7 (قيل فيه أنه يعد من مشاهير دعاة الحق وحماته، كان في البداية ضمن جيش عمر بن سعد وقبل بدء القتال التحق بالامام الحسين واستشهد في الحملة الأولى قبل ظهر عاشوراء) وبالنظر إلى ما تقدم يمكن التأمل في كونه من جيش عمر بن سعد، بل يمكن الاحتمال أنه كان قد خرج مع الجيش لكي يتسلل من خلاله إلى معسكر الحسين خصوصا أن من كان يريد الخروج إلى الحسين لنصرته كان يمنع ويقاتل كما حصل لعامر الدلاني حيث قاتله زجر بن قيس على بوابة الكوفة عندما أراد الخروج لنصر الحسين.

مسعود بن الحجاج وابنه عبد الرحمن، ورد ذكرهما في الزيارة، وجاء في الأخبار أنهما خرجا مع جيش عمر بن سعد، ولما وصلا كربلاء التحقا بالإمام الحسين 8.

عبد الرحمن بن مسعود بن الحجاج المتقدم ذكره.

عمرو بن ضبيعة التميمي: قيل فيه كان فارسا شجاعا فلما رأى رد الشروط على الحسين وعدم تمكينهم إياه من الرجوع من حيث أتى انتقل إلى الحسين عليه السلام وورد ذكره في الزيارة.

القاسم بن حبيب الأزدي: خرج مع جيش عمر بن سعد، فلما بلغ كربلاء انفصل عنهم وانضم إلى جيش الحسين عليه السلام ونحتمل فيه ما احتملنا في عبد الله بن بشير من أن خروجه مع الجيش الأموي كان وسيلة للخروج من الكوفة والالتحاق بالحسين 9.

يزيد أبو الشعثاء الكندي وكان شجاعا راميا وقد خرج مع الجيش الأموي فلما رآهم ردوا الشروط على الحسين عدل إليه فقاتل بين يديه 10.

وهناك بعض الشهداء لم يتسن لهم أن يصلوا إلى معسكر الحسين عليه السلام وإنما كانوا في وسط الجيش الأموي، فحصل لهم ذلك التغير النفسي، وطفقوا يضربون في جنود عمر بن سعد بأسيافهم، فأقبل هؤلاء عليهم، وحيث أنهم كانوا في وسط الجيش استطاعوا أن يقتلوهم بسرعة حيث لم يكن مجال للمناورة عند أولئك السعداء. وعدد هؤلاء لا نعرفه لكن توجد إشارات تاريخية إلى حصول مثل هذه الحادثة.مثل:
16ـ سعد بن الحرث و
17ـ أخوه أبو الحتوف، كانا في الجيش الأموي فلما رأيا وحدة الحسين عليه السلام، ورأيا ما حل بأصحابه، مالا على الجيش بسيفيهما، يضربان فيهم حتى قتلا. وقد ذكرهما الشيخ عباس القمي في الكنى والألقاب فقال:
ابو الحتوف بن الحارث بن سلمة الأنصاري العجلاني نسبة إلى بني عجلان بطن من الخزرج. عن الحدائق الوردية في أئمة الزيدية: انه كان مع اخيه سعد في الكوفة، ورأيهما رأي الخوارج، فخرجا مع عمر بن سعد لحرب الحسين ” ع ” فلما كان اليوم العاشر وقتل اصحاب الحسين وجعل الحسين ينادي: ألا ناصر فينصرنا، فسمعته النساء والأطفال فتصارخن، وسمع سعد واخوه أبو الحتوف النداء من الحسين والصراخ من عياله، قالا: إنا نقول لا حكم إلا لله ولا طاعة لمن عصاه، وهذا الحسين بن بنت نبينا محمد ونحن نرجو شفاعة جده يوم القيامة فكيف نقاتله وهو بهذا الحال لا ناصر له ولا معين، فمالا بسيفيهما مع الحسين على اعدائه وجعلا يقاتلان قريبا منه حتى قتلا جمعا وجرحا آخر ثم قتلا معا في مكان واحد، وختم لهما بالسعادة الابدية 11.
1 ـ ذكر المرحوم آية الله شمس الدين في كتابه أنصار الحسين ما يلي… رواية نقلها السيد بن طاووس في مقتله المسمى (اللهوف على قتلى الطفوف) وهي: (.. وبات الحسين وأصحابه تلك الليلة (ليلة العاشر من المحرم) ولهم دوي كدوي النحل، ما بين راكع وساجد، وقائم وقاعد، فعبر إليهم في تلك الليلة من عسكر عمر بن سعد إثنان وثلاثون رجلا). إننا نقف من هذه الرواية موقف الشك: أولا: لان حدثا كهذا كان يجب أن يلفت نظر الرواة الآخرين، فهو حدث شديد الإثارة في مثل الموقف الذي نبحثه، ولهذا فقد كان لا بد أن ينقله رواة آخرون. إن عدم نقله عن رواة آخرين مباشرين يبعثنا على الشك في صدق الرواية. وثانيا: إن هذا العدد (اثنان وثلاثون) عدد كبير جدا بالنسبة إلى أصحاب الحسين (ع) القليلين، ولذا فقد كان يجب أن يظهر لهم أثر في حجم القوة الصغيرة التي كانت مع الحسين في صبيحة اليوم العاشر من المحرم، على اعتبار أنهم انحازوا إلى معسكر الحسين في مساء اليوم التاسع، مع أننا لا نجد لهم أي أثر في التقديرات التي نقلها الرواة. لهذا وذاك نميل إلى استبعاد هذه الرواية من دائرة بحثنا في عدد أصحاب الحسين (ع)، ونرجح أن الرواية ـ على تقدير صدقها ـ لا تعني، كما يراد لها، أن هؤلاء الرجال قد انحازوا إلى معسكر الحسين وقاتلوا معه، وإنما تعني أن هؤلاء الرجال ـ نتيجة لصراع داخلي عنيف بين نداء الضمير الذي يدعوهم إلى الانحياز نحو الحسين والقتال معه، وبين واقعهم النفسي المتخاذل الذي يدفع بهم إلى التمسك بالحياة الآمنة في ظل السلطة القائمة ـ قد (حيدوا) أنفسهم بالنسبة إلى المعركة، فاعتزلوا معسكر السلطة، ولم ينضووا إلى الثوار. ويبدو أنه قد حدثت حالات كثيرة من هذا القبيل، منها حالة مسروق ابن وائل الحضرمي الذي كان يطمح إلى أن يصيب رأس الحسين (فأصيب به منزلة عند عبيد الله بن زياد)، ولكنه تخلى عن القتال وترك الجيش عندما رأى ما حل بابن حوزة عندما دعا عليه الحسين (ع)، وقال لمحدثه: (لقد رأيت من أهل هذا البيت شيئا لا أقاتلهم أبدا). وربما كان هؤلاء ـ على تقدير صدق الرواية ـ هم أولئك الرجال التافهون الذين قال الحصين بن عبد الرحمن عنهم أنهم كانوا وقوفا على التل يبكون، ويقولون: (اللهم أنزل نصرك). انتهى كلام المرحوم شمس الدين.
ويمكن التعليق على ما ذكر آنفا بعدم استبعاد هذا الرقم، فإن الناظر في روايات المقتل كما تبين لك في المتن، يرى أن نصف هذا العدد قد رصدت حركتهم لاقترانها بحدث، ولم ترصد باقي الأسماء لسبب أو لآخر.. كما أن بعضهم كما يذكر المؤرخون قد مالوا على الجيش الأموي وهم فيه، وقاتلوهم. ولعل استبعاد الشيخ شمس الدين ليس في محله لأنه مبني على أنه حدث وقع دفعة واحدة، ولذلك قال أن حدثا كهذا كان يجب أن يلفت نظر الرواة الآخرين.. الخ.. وهو في غير محله فإن حالات التحول كانت فردية، وامتدت من ليلة العاشر إلى يوم العاشر، وتحول عدد ثلاثين من مجموع ثلاثين ألف لا يمكن أن يلفت الأنظار أصلا، خصوصا أنه ضمن حالات فردية لا أن مجموع الثلاثين قد جاؤوا في صورة مجموعة للحسين. ولو كان اعتراض الشيخ شمس الدين على أن مجموعة اثنين وثلاثين شخصا قد عبروا في الليل مرة واحدة يضاف إلى ذلك أن عددا غير قليل من المذكورين في الشهداء في الزيارة لم يعرف كيفية شهادتهم ولا طريقة التحاقهم بالحسين، ولا شك ان قسما من هؤلاء كانوا ممن التحق به في اليوم العاشر. إضافة إلى من ذكرت أسماؤهم كما في المتن.
وهؤلاء يختلفون عن القسم (المحايد) الذين ذكرهم، والذين لم يكونوا بالعدد القليل.سواء أولئك الواقفين على التل، أو غيرهم ممن لم يحب أن يشارك إلا بمقدار تكثير السواد من دون أن يكون له مساهمة فعلية في المعركة 12.

  • 1. كلمات الحسين ـ 381.
  • 2. أنصار الحسين ـ 81.
  • 3. قصة كربلاء ـ 282 نقلا عن أعيان الشيعة.
  • 4. أنصار الحسين 85.
  • 5. قصة كربلاء 284 نقلا عن أعيان الشيعة.
  • 6. قصة كربلاء 286 عن إبصار العين.
  • 7. قصة كربلاء 287.
  • 8. قصة كربلاء عن تنقيح المقال للمامقاني.
  • 9. المصدر السابق 288.
  • 10. المصدر السابق 300.
  • 11. الكنى والألقاب 1 ـ 45.
  • 12. من قضايا النهضة الحسينية، (أسئلة و حوارات): الجزء الثاني.
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى