روايات أهل البيت(ع)

الكاظم عليه السلام…

قال الْمُفَضَّل بْن عُمَر:‏ لَمَّا مَضَى‏ الصَّادِقُ 1 عليه السلام كَانَتْ وَصِيَّتُهُ‏ فِي الْإِمَامَةِ إِلَى مُوسَى الْكَاظِمِ عليه السلام، فَادَّعَى أَخُوهُ عَبْدُ اللَّهِ الْإِمَامَةَ وَ كَانَ أَكْبَرَ وُلْدِ جَعْفَرٍ عليه السلام فِي وَقْتِهِ ذَلِكَ، وَ هُوَ الْمَعْرُوفُ بِالْأَفْطَحِ‏ 2 فَأَمَرَ مُوسَى عليه السلام بِجَمْعِ حَطَبٍ كَثِيرٍ فِي وَسَطِ دَارِهِ، فَأَرْسَلَ إِلَى أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ يَسْأَلُهُ أَنْ يَصِيرَ إِلَيْهِ، فَلَمَّا صَارَ عِنْدَهُ وَ مَعَ مُوسَى عليه السلام جَمَاعَةٌ مِنْ وُجُوهِ الْإِمَامِيَّةِ، فَلَمَّا جَلَسَ‏ إِلَيْهِ أَخُوهُ عَبْدُ اللَّهِ أَمَرَ مُوسَى عليه السلام أَنْ تُضْرَمَ‏ النَّارُ فِي ذَلِكَ الْحَطَبِ فَأُضْرِمَتْ‏ وَ لَا يَعْلَمُ النَّاسُ السَّبَبَ فِيهِ‏ حَتَّى صَارَ الْحَطَبُ كُلُّهُ جَمْراً .
ثُمَّ قَامَ مُوسَى عليه السلام وَ جَلَسَ بِثِيَابِهِ فِي وَسَطِ النَّارِ، وَ أَقْبَلَ يُحَدِّثُ الْقَوْمَ‏ سَاعَةً، ثُمَّ قَامَ فَنَفَضَ ثَوْبَهُ وَ رَجَعَ إِلَى الْمَجْلِسِ.
فَقَالَ لِأَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ: إِنْ كُنْتَ تَزْعُمُ أَنَّكَ الْإِمَامُ بَعْدَ أَبِيكَ فَاجْلِسْ فِي ذَلِكَ الْمَجْلِسِ.

قَالُوا: فَرَأَيْنَا عَبْدَ اللَّهِ قَدْ تَغَيَّرَ لَوْنُهُ فَقَامَ‏ يَجُرُّ رِدَاءَهُ حَتَّى خَرَجَ مِنْ دَارِ مُوسَى عليه السلام 3.

  • 1. أي الإمام جعفر بن محمد الصَّادق (عليه السَّلام)، سادس أئمة أهل البيت (عليهم السلام).
  • 2. الأفْطَح: عَرِيضُ الرَّأْسِ والأنْفِ، و هو تشوه خَلقي، كان عبد الله الأفطح أكبر إخوته بعد وفات أبيه و قد توفي بعد أبيه بسبعين يوماً، و كانت وفاته سنة: 149، في العشر الأول من المحرم تقريبا، و لم يعقب سوى بنتا اسمها فاطمة وأمها علية بنت الحسين بن زيد بن علي.
  • 3. الخرائج و الجرائح : 1 / 308 ، لسعيد بن عبد الله بن حسين بن هبة الله بن حسن الراوندي الكاشاني ، عالم كبير من علماء الإمامية ، محدث و مفسر و فيلسوف ، له مؤلفات كثيرة ، توفى سنة : 573 بمدينة قم المقدسة / ايران ، و دفن بها.
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى