مقالات

الحجاب تكريم للمرأة لا تضييق عليها

وردت الكثير من الآيات القرآنية المباركة التي تشير وتلزم المرأة بالحجاب وتحثها على عدم عرض مفاتنها حرصاً على طهارة القلوب من الوساوس التي تفضي لهياج الشهوات نذكر منها قوله تعالى }وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ| وقوله تعالى }وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ| وفي الآية الكريمة أمر واضح بأن تضع المرأة الخِمار وبيانه هو ذلك الغطاء الذي يوضع على الرأس فيغطي الأذن والصدر والرقبة.

وأمام هذا الأمر بدأت تطفو للعيان بعض التساؤلات أمثال لماذا يُفرض الحجاب فرضًا وليس تخييرًا؟ بوصف الانسان نصف مخير؟ أليس الحجاب تقييداً للمرأة ؟ ما العوامل التي من أجلها شرّع ديننا الحنيف الحجاب على النساء المسلمات ؟

الجواب على هذه الشبهات هو أن فرض الحجاب جاء لديمومة وإبقاء المحبة بين الزوجين من خلال عدم الابتذال المستمر أو الدائم في هذا الإطار يقول علم النفس أن المرأة المتزوجة المحجبة تستهوي زوجها وتستقطب حبّه وعطفه واهتمامه أكثر من غيرها من النساء غير المحجبات لأن الإنسان عادة حريص على ما يُمنع منه لذا نجد المرأة المحجبة عادة أقرب إلى قلب الزوج من المرأة المتبرجة هذا للزوج فما بالك بالأجنبي لان المرأة بلا عباءة التي يراها الرجل من الرأس إلى القدم يومياً عشرات المرات سوف يفقدها جاذبيتها نهائيا يضاف إلى ذلك حقيقة أن الرجل يميل إلى الزوجة المحجبة لشعوره بأنها تخصّه وحده من دون جميع البشر ومن دون جميع الرجال مهما كانت أوصافهم ومؤهلاتهم على العكس تماماً من تلك غير المحجبة فإنها سلعة معروضة للجميع ويمكننا القول إن الأجيال التي سبقتنا كانت تتزوج وتعيش لسنوات طوال من دون أن يحدث طلاق أو ربما من دون مشاكل كبيرة بين الزوجين بوصف الاختيار كان أكثر دقة من الآن للزوجات كما نرى اليوم أن لمظاهر التكنلوجيا أخطارًا كبيرة على النساء اللواتي يتبعن الموضة ويحاولن تقليدها وهن غير واعيات لما قد يسببه ذلك من ترك للدين والأخلاق والأعراف والقيم المجتمعية التي يرفضها الدين أولا ومن ثم يرفضها الشارع والبيئة الاجتماعية التي نعيش فيها وبذلك نستطيع القول إن التكنلوجيا الحديثة إن لم يحسن استخدامها فهي سرطان متفشي في جسد المجتمع المسلم.

 ومن حسنات الحجاب وإيجابياته صيانة الحياة الزوجية والمحافظة عليها فعندما تكون المرأة أو الزوجة محجبة وحافظة لنفسها تعطي استمرارية لحياتهما الزوجية  ففي مثل هذه الحالة لا ترى الزوجة غير زوجها ولا يرى الزوج غير زوجته والطرفان قانعان ببعضهما من دون الالتفات لمن حولهما من المغريات والصورة معكوسة عندما تكون النساء متبرجات وحين يحدث اختلاط بين الجنسين فمن البديهي والطبيعي جداً أن يرى الزوج نساءً جميلات أو قد يُبدين أجمل من زوجته او ترى  الزوجة رجالاً أجمل من زوجها ومن ثمّ تندفع نحو ما يؤدي كثيراً إلى تردّي العلاقات الزوجية وفي النهاية المصير هو  الطلاق  والاحصائيات تشير الى ارتفاع نسبة الطلاق في البلدان التي تكون نسبة السفور فيها كبيرة فعلى سبيل المثال في دول الاتحاد السوفيتي وبحسب تقرير نشرته احدى الصحف الرسمية أن حالة واحدة من كل 4 حالات زواج تنتهي بالطلاق ,وفي أميركا وحدها يوجد 7 ملايين طلب طلاق وهنا يطرح سؤال لماذا تصل نسبة الطلاق في مثل هذه البلدان الى هذه المستويات المرتفعة ؟.

الجواب بكل بساطة أن سبب ذلك هو الاختلاط المحرم وعدم ستر المرأة لنفسها يحتم على الرجل حينها ان يرى امرأة اجمل من زوجته سواء في السينما او الشارع والسوق الخ من الأماكن المختلطة فيعود الى منزله باحثا عن أي خطأ وإن لم يكن كافيا أو سبب مقنع ليقوم بطلاق زوجته والتزوج بغيرها الاجمل حسب نظرته , بعكس الحجاب فهو يقي الانسان -من الجنسين- من الانحرافات الجنسية فكم من العلاقات غير المشروعة والانحرافات والاتصالات الجنسية غير الشرعية تحصل في المجتمعات السافرة في الوقت الحالي ويلعب السفور والتبرج دوراً اساسياً كما تسيل المرأة المتبرجة لعاب ضعاف النفوس من الرجال لكي يتبعوها ويجروا خلفها بغية الحصول على المتعة المحرمة  فالحجاب أيها القارئ الكريم هو الضمانة لمنع حدوث هذه الأشياء فليس من الصحيح على الاطلاق أن يترك صائغ الذهب بضاعته ومجوهراته في طريق العامة لان ذلك سيعرضها للسرقة أو التخريب من اللصوص وكذلك المرأة المتبرجة كثيرا ما تكون عرضة لـ (سراق الأعراض), وهنا نود أن نذكر مثالا من الواقع اتماما للمعنى فقد جاء في سبب نزول قوله تعالى }قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ|، أن شابا من الأنصار استقبل في طريقه امرأة حسناء متسامحة في حجابها مُظهرة محاسنها فاستهوت فؤاده فاتبعها النظر ومشى خلفها بصورة لاشعورية فكلما سلكت طريقاً سلكه حتى دخلت في زقاق وهو خلفها، فاعترضت وجهه زجاجة او ما شابه، مثبتة في الحائط، فشقت وجهه وهو لا يشعر فسالت الدماء على صدره، ولم يشعر بما أصابه إلا بعد أن توارت المرأة في بيتها فجاء الى النبي الكرم محمدa  وشكى له أمر الفتاة وحكى القصة فنـزل قوله تعالى }قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ الله خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ| وفي الختام أيها الكرام اوصيكم ونفسي بالالتزام بشرع الله وتطبقه سنة نبيهa فهي الضمانة للنجاة.
عباس محمد علي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى