محاسن الكلام

(٢){ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَ نَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا(٧٢)}مريم

السؤال الوحيد الذي يبقى هنا، هو: ما هي الحكمة هذا العمل‌؟ و هل أن المؤمنين لا يرون أذى و لا عذابا من هذا العمل‌؟ إنّ الإجابة على هذا السؤال التي وردت في الرّوايات حول كلا الشقين ستتضح بقليل من الدقة.

إنّ مشاهدة جهنم و عذابها في الحقيقة، ستكون مقدمة لكي يلتذ المؤمنون بنعم الجنة بأعلى مراتب اللذة، لأن أحدا لا يعرف قدر العافية حتى يبتلى بمصيبة (و بضدها تتمايز الأشياء) فهناك لا يبتلى المؤمنون بمصيبة، بل يشاهدون المصيبة على المسرح فقط، و كما قرأنا في الرّوايات السابقة، فإنّ النّار تصبح بردا و سلاما على هؤلاء، و يطغى نورهم على نورها و يخمده.

إضافة إلى أنّ هؤلاء يمرون على النار بكل سرعة بحيث لا يرى عليهم أدنى أثر،
كما روى النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أنّه قال في حديث: «يرد الناس ثمّ يصدرون بأعمالهم، فأوّلهم كلمع البرق، ثمّ كمر الريح، ثمّ كحضر الفرس، ثمّ كالراكب، ثمّ كشد الرجل، ثمّ كمشيه» .

و إذا تجاوزنا ذلك، فإنّ أهل النّار أيضا سيلقون عذابا أشد من رؤية هذا المشهد، و أن أهل الجنّة يمرون بتلك السرعة و هم يبقون في النّار، و بهذا سيتّضح جواب كلا السؤالين.

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل ج٩ ص٤٨٨.
__

مدرسة أهل البيت
اللهم عجل لوليك_الفرج
محاسن_الكلام

للانضمام إلى مجتمعنا على الواتس اب:
https://chat.whatsapp.com/HQ5StBT435DGhOlHxy1VhT

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى