قال الله تعالى: (ما لَكُمْ لا تُؤْمِنُونَ بِالله) الحديد: 8 .
فلو كانوا مسيَّرين مجبرين لا يملكون القدرة على الاختيار؛ لما صح أن يُسألوا هذا السؤال، ولو سئلوا لكانت عندهم حُجَّة بالغة بأن يقولوا: إنما نحن مسيَّرون؛ لو شاء الله لآمنَّا..!
قال الله تعالى: (ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلّهِ وَقاراً) نوح: 13
فلو كانوا مسيَّرين مجبرين لا يملكون القدرة على الاختيار؛ لما صح أن يُطرح عليهم هذا الاستفهام الاستنكاري، ولو طُرح عليهم لكان باستطاعتهم أن يقولوا: ليس لنا أي قدرة على توقير الله من تلقاء أنفسنا وبملء إرادتنا، فنحن مسيرون، ولو شاء الله لفرض علينا توقيره..!
قال الله تعالى: (ما لَكُمْ لا تُقاتِلُونَ في سَبيلِ الله) النساء: 75
فلو كانوا مسيَّرين مجبرين لا يملكون القدرة على الاختيار؛ لما صح أن يُطرح عليهم هذا الاستفهام أيضاً؛ إذْ لو كانوا لا يملكون الاختيار وليس لهم إرادة حُرَّة، لصح لهم أن يعتذروا بأن الله لم يسيِّرهم في اتجاه الجهاد والقتال في سبيل الله؛ فكيف يستنكر عليهم عدم المضي في طريق وهو الذي سلبهم القدرة على الحركة فيه إذ جعلهم مسيَّرين مجبرين فلم يدفعهم في هذا الاتجاه..
فيتبين من هذا أن الإنسان يمتلك الإرادة الحرة، وأن الله مكَّنه من الاختيار؛ فحين يسيء الاختيار؛ يعاتبه الله ويستنكر عليه موقفه السلبي.. ثم يعاقبه إن لم يُصحِّحْ مساره.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.