بسم الله الرحمن الرحيم
بقلم: زكريا بركات
أولاً: ما هو موقف أهل البيت عليهم السلام؟
قال الشوكاني في نيل الأوطار (2/ 18 ـ 19) ـ متحدثاً عن حي على خير العمل ـ :
“قد ذهبت العترة إلى إثباته، وأنه بعد قول المؤذن حي على الفلاح، قالوا: يقول مرتين (حي على خير العمل)”.
وروى الحافظ أبو عبد الله العلوي (ت 445 هـ) في كتاب “الأذان بحي على خير العمل” (ص146) بسنده عن الحسن بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي، قال: “أجمع آل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ على أَنْ يقولوا في الأذان والإقامة: حي على خير العمل، وأنَّ ذلك عندهم السُّنة”.
وقال العلامة الحلي في كتاب “تذكرة الفقهاء” (3 / 42) إن (حي على خير العمل) متواترٌ عن أئمة أهل البيت عليهم السلام.
وبمراجعة كتاب “الأذان بحي على خير العمل” وغيره من الكتب التي روت أقوال الأئمة من أهل البيت في هذا المجال، نتيقن من تواتر ذلك عن أهل البيت كما حكى العلامة الحلي.
ثانياً: ما هو موقف علماء أهل السنة مما قال به أهل البيت؟
وبالرغم من ثبوت ذلك وتواتره عن أهل البيت عليهم السلام، نجد علماء أهل السنة يعتبرون (حي على خير العمل) بدعةً من البدع..!
قال ابن حجر الهيتمي في “المنهج القويم” (1 / 161) : “ويكره أن يقول حي على خير العمل لأنه بدعة”.
وفي كتاب “أسنى المطالب” لأبي يحيى الأنصاري (1/ 133) : “ويكره أن يقول حي على خير العمل؛ لخبر (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)”.
وفي “أضواء البيان” للشنقيطي (8 / 156 ـ 157) : “اتفق الأئمة رحمهم الله على أنها ليست من ألفاظ الأذان…”.
وفي أكثر من موضع من “مجموع فتاوى ابن باز” وغيره من كتب فتاوى علماء السعودية، تجد التصريح بأن (حي على خير العمل) بدعة ومنكر من القول..!
ثالثاً: الفائدة من هذه النبذة
إن ما نريد أن نخرج به من هذه النبذة المختصرة هو أن علماء أهل السنة ليس لديهم مرويات أهل البيت عليهم السلام، وهم لا يمانعون من مخالفة أهل البيت، بل هم لا يترددون في وصف ما اعتمده أهلُ البيت من قول بالمنكر والبدعة.
وهذه فائدة تدل على مفارقة أهل السنة لأهل البيت، وأنهم ليسوا من أتباعهم، ولا يعتبرون أئمة أهل البيت أئمةً لهم في الدين.
وإنما ذكرتُ هذه الفائدة لأننا وجدنا بعض إخواننا من أهل السنة يتصورون أن أهل البيت هم أئمة في الدين عند أهل السنة أيضاً، ويتصورون أن أهل السنة هم شيعة أهل البيت الحقيقيون.. فلزم التنبيه والتصحيح.
والحمد لله أولاً وآخراً.