منوعات

من أحكام الإمام علي (عليه السلام) في حياة النبي (صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ)

(في حكم بقرة قتلت حمار)

الباحث: محمد حمزة الخفاجي


الحمد لله الذي شرع الإسلام دينا ففضله وعظمه وكرمه وشرفه وجعله الدين القيم الذى لا يقبل غيره . . .
وبعد . . .
كثيراً ما يختصم الناس في مسائل فيلتجئون بها الى النبي (صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ) ليقضي بينهم كونه الصراط الذي أمرنا الله بالرجوع اليه عند الاختلاف، قال تعالى: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ}[1].
وكم من مسألة قضيت على يده (صلوات الله وسلامه عليه) فكان رحمة للناس كذلك أهل بيته (صلوات الله وسلامه عليهم)، هم رحمة الله على جميع الخلق.
فقد جاء بالأثر ان رجلين اختصما الى ‏النبي (صلى الله عليه وآله) في بقرة قتلت حمارا، فقال أحدهما: يا رسول الله، بقرة هذا قتلت حماري.
فقال: اذهبا الى أبي بكر فاسألاه عن ذلك، فذهبا إليه فقال: كيف‏ تركتما رسول اللّه وجئتماني؟
قالا: هو أمرنا بذلك.
قال: بهيمة قتلت بهيمة لا شيء على ربها.
فعادا الى رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) فاخبراه، فقال: امضيا إلى عمر.
فمضيا اليه، فقال: كيف تركتما رسول اللّه وجئتماني؟
قالا: إنه أمرنا بذلك.
قال: كيف لم يأمركما بالمصير الى أبي بكر؟
قالا: قد أمرنا بذلك وقال لنا كيت وكيت.
فقال: ما أرى الا ما رأى أبو بكر.
فعادا إلى النبي فاخبراه، فقال: اذهبا إلى علي بن أبي طالب.
فذهبا اليه فقال: إن كانت البقرة دخلت على الحمار في مأمنه فعلى ربها قيمة الحمار لصاحبه، وإن كان الحمار دخل على ‏البقرة في مأمنها فقتلته فلا غرم على صاحبها.
فعادا إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فاخبراه، فقال: لقد قضى علي بن أبي طالب بينكما بقضاء اللّه، ثم قال: الحمد للّه الذي جعل فينا أهل البيت من يقضي على سنن داود في القضاء[2].
كان (صلوات الله وسلامه عليه) يلقي الحجج على الناس ويبين لهم أفضلية الإمام علي (عليه السلام) على جميع الصحابة وبالخصوص الصحابة الذين يطمعون في الحكم  فالنبي ( صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ) لا يخفى عليه شيء فهو أعلم بنفوسهم.
وكان (صلوات الله وسلامه عليه) يعلم أن حكم علي (عليه السلام) هو حكم الأنبياء فهو وارث الكرماء ووزير خاتم الأنبياء الذي خصه الله بعلوم جمه فكان منها علم القضاء.
لذا من الواجب الرجوع الى أمير المؤمنين (عليه السلام) بوصفه أخا الرسول ووارث علمه وهذا ما نبه عليه خاتم الرسل في هذه الرواية وغيرها فالإمام أولى برسول الله ( صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ) حيا وميتا ذلك لعلمه وحلمه وقرابته منه فقد جمع الله به جميع صفات النبي ( صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ).
وفي الختام نسأل الله حسن العاقبة ببركة أمير المؤمنين (عليه السلام).
الهوامش:
[1] – سورة النساء: 59.
[2] – عجائب أحكام أمير المؤمنين (عليه السلام)، السيد محسن الامين: 44.

المصدر: http://inahj.org

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى