✍🏻 زكريا بركات
٢٣ سبتمبر ٢٠١٦
حين تمر بتجربة فاشلة، أو تتعرض لخسارة ما، أو تفارق شخصاً تحبه.. أو غير ذلك؛ فإنك تشعر بالحزن. ولكن بمرور الزمن تتغلب على الشعور بالحزن، وتشعر أنك تكيفت مع الوضع الجديد، وأن هناك إمكانية للابتسامة والضحك والانطلاق من جديد بتفاؤل. وهذا هو الحزن في الحالات الطبيعية، حيث يكون مرحلة تعصف بقلوبنا، ثم تنتهي العاصفة، ونبدأ فصلاً جديداً من النشاط.
ولكن بعض الناس قد يعانون من ثبات في الحزن، وكأن الحزن علق بحياتهم، أو هم علقوا به لفترة ليست بالقصيرة.. فمنذ أن بدأ الحزن، لا يزال مستمراً في السيطرة على مشاعرهم.. إنه ليس مرحلة مؤقتة، بل هو ممتدٌّ معهم ليتحول إلى شعور يغلب جميع أوقاتهم.. وترافقه بعض الأعراض الجسدية أيضاً.. وكأن الحياة تنهار عند هؤلاء تدريجياً.. وهذا هو الاكتئاب..
فالحزن الطبيعي هو مرحلة مُؤقَّتة تحل ثم تمر بسلام.. بينما الاكتئاب هو حالة من الجمود للحزن، بحيث لا يزول، بل يبقى ليؤثر سلباً على نشاط الإنسان، وحتى على صحته الجسدية.
والتفريق بين الحزن والاكتئاب مهم؛ لأن الحزن أمرٌ طبيعي وليس مرضاً يتطلب علاجاً.. بينما الاكتئاب حالة مَرَضية تستدعي معالجة جسدية ونفسية.