و في مكة وافته كتب أهل الكوفة من الرجل و الاثنين و الثلاثة و الأربعة يسألونه القدوم عليهم لأنهم بغير إمام و لم يجتمعوا مع النعمان بن بشير في جمعة و لا جماعة، و تكاثرت عليه الكتب حتى ورد عليه في يوم واحد ستمائة كتاب و اجتمع عنده من نوب متفرقة اثنا عشر ألف كتاب و في كل ذلك يشددون الطلب و هو لا يجيبهم، و آخر كتاب ورد عليه من شبث بن ربعي و حجار بن أبجر و يزيد بن الحارث و عزرة بن قيس و عمرو بن الحجاج و محمد بن عمير بن عطارد و فيه : إن الناس ينتظرونك لا رأي لهم غيرك فالعجل العجل يا ابن رسول اللّه فقد اخضر الجناب و أينعت الثمار و أعشبت الأرض و أورقت الأشجار فاقدم إذا شئت فإنما تقدم على جند لك مجندة.
بعثت بزور الكتب سر و اقدم إلى نحو العراق بمكرها و دهاتها
هذي الخلافة لا ولي لها و لا كفؤ و إنك من خيار كفاتها
فأتى يزج اليعملات بمعشر كالأسد و الأشطان من غاباتها
و حصان ذيل كالأهلة أوجها بسنائها و بهائها و صفاتها
ما زال يخترق الفلا حتى أتى أرض الطفوف و حل في عرصاتها
و إذا به وقف الجواد فقال يا قوم اخبروني عن صدوق رواتها
ما الأرض قالوا ذي معالم كربلا ما بال طرفك حاد عن طرقاتها
قال انزلوا فالحكم في أجداثنا أن لا تشق سوى على جنباتها
حط الرحال و قام يصلح عضبه الماضي لقطع البيض في قماتها
بينا يجيل الطرف إذ دارت به زمر يلوح الغدر من راياتها
ما خلت أن بدور تم بالعرا تمسي (بنو الزرقاء) من هالاتها .
المصدر: http://h-najaf.iq