
قوله تعالى: « قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتٰاكُمْ عَذٰابُهُ بَيٰاتاً أَوْ نَهٰاراً مٰاذٰا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ اَلْمُجْرِمُونَ » إلى آخر الآيتين، البيات و التبييت الإتيان ليلا و يغلب في الشر كقصد العدو عدوه ليلا.
و لما كان قولهم: «مَتىٰ هٰذَا اَلْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صٰادِقِينَ» في معنى استعجال آية العذاب التي يلجئهم إلى الإيمان رجع بعد بيان تحقق الوقوع إلى توبيخهم و ذمهم من الجهتين فوبخهم أولا على استعجالهم بالعذاب، و هو عذاب فجائي من الحزم أن يكون الإنسان منه على حذر لا أن يستعجل فيه فقال تعالى ملقنا لنبيه (ص): « قُلْ أَرَأَيْتُمْ » و أخبروني «إِنْ أَتٰاكُمْ عَذٰابُهُ بَيٰاتاً» ليلا «أَوْ نَهٰاراً» فإنه عذاب لا يأتيكم إلا بغتة إذ لستم تعلمون وقت نزوله «مٰاذٰا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ» من العذاب «اَلْمُجْرِمُونَ» أي ماذا تستعجلون منه و أنتم مجرمون لا يتخطاكم إذا أتاكم.
ففي قوله: «مٰاذٰا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ اَلْمُجْرِمُونَ» التفات من الخطاب إلى الغيبة و كان النكتة فيه رعاية حالهم أن لا يشافهوا بصريح الشر و ليكون تعرضا لملاك نزول العذاب عليهم و هو إجرامهم.
و وبخهم ثانيا على تأخير إيمانهم إلى حين لا ينفعهم الإيمان فيه و هو حين نزول العذاب فإن آية العذاب يلجئهم إلى الإيمان قطعا على ما هو المجرب من إيمان الإنسان عند إشراف الهلكة، و من جهة أخرى الإيمان توبة و التوبة غير مقبولة عند ظهور آية العذاب و الإشراف على الموت.
فقال تعالى: «أَثُمَّ إِذٰا مٰا وَقَعَ» العذاب «آمَنْتُمْ بِهِ» أي بالقرآن أو بالدين أو بالله « آلْآنَ » أي أتؤمنون به في هذا الآن و الوقت «وَ قَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ» و كان معنى استعجالهم عدم الاعتناء بشأن هذا العذاب و تحقيره بالاستهزاء به.
الميزان في تفسير القرآن: ج١٠ ص٧٤.
__
مدرسةأهل البيت
اللهم عجل لوليك_الفرج
محاسن_الكلام
للانضمام إلى مجتمعنا على الواتس اب:
https://chat.whatsapp.com/HQ5StBT435DGhOlHxy1VhT


