علامة الدكتور السيد محمد بحر العلوم(ره) 2016-10-09
بسم الله الرحمن الرحيم
النجف الاشرف من خلال مسيرته الطويلة
في ملف النجف الاشرف من خلال مسيرته الطويلة جوانب هامه جديرة بالبحث , والدراسة, , وكان بودي أن أتناول بعض هذه الجوانب بشيء من البحث والدراسة المكثفة. ولكن خصوصية كلمة لافتتاح ندوة واسعة تضم بحوث ودراسات تكون محددة لن يسمح لها من الوقت ألا باللمام من الحديث , لأنها أشبه بالكلمة الرسمية , ولذا فاني سأقتصر في كلمتي هذه على ثلاثة جوانب مما يتعلق بهذا البلد الشامخ منذ يومه الأول , والذي حافظ على أصالته وعراقته رغم العواصف والأهوال التي مرت عليه , ولم تلوه , أو تعصف به , وهي بإيجاز :
أولا ً- العمق التاريخي :
لم يبدأ تاريخ عمر النجف الاشرف من يوم دفن الإمام علي (ع) في عام أربعين الهجري . ولا من يوم تمصير الكوفة إسلاميا ً في خلافة الثاني من عهد الخلافة الراشدة عام 14هـ ولا من يوم اكتشاف قبر الإمام أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السلام في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد في القرن الثاني الهجري , ولا من الزمان الذي كانت فيه النجف الاشرف منتزهاً لملوك المناذرة والغساسنة قبل الإسلام وكانت حينها معمورة ومأهولة بالسكان .
ولا من العهد الذي كانت فيها المحطة الرئيسية في ربط الجزيرة العربية ببلاد الهند والرومان .
فما روى عن الأئمة الأطهار عليهم السلام , خاصة ما ورد عن الإمامين علي ابن أبي طالب, وجعفر بن محمد الصادق عليهما السلام يؤكد أن تاريخ النجف الاشرف ابعد مما تقدم , ونشير إلى بعضها بإيجاز :
1ـ عن الإمام علي عليه السلام ا نه أوصى أولاده قال : إذا مت فادفنوني في هذا الظهر في قبر اخوي هود وصالح( ) . ومعلوم أن هود من أحفاد نوح وكان نبي قوم “عاد” , وكذلك صالح وهو أيضا من أحفاد نوح , وكان نبي قوم ” ثمود ” .
1- وعن الإمام أبي عبد الله الصادق عليه السلام انه قال : إن النجف كان جبلا وهو الذي اعتصم به ابن نوح , والذي أشار إليه القران الكريم بقوله : “ساوي إلى جبل يعصمني من الماء ” (2) .
2- ويعضد ما تقدم ما روي عن الإمام الصادق عليه السلام حين سئل عن مدفن الإمام علي عليه السلام قال: “انه دفن في قبر أبيه نوح”. قال له السائل : وأين قبر نوح ؟ قال:ذلك في ظهر الكوفة (3) .
3- وجاء عن الإمام الصادق عليه السلام , انه قال : الغري , وهو قطعة من الجبل الذي كلم الله عليه موسى تكليما , وقدس عليه عيسى تقديسا , واتخذ عليه إبراهيم خليلا , واتخذ عليه محمد حبيبا , وجعله للنبيين مسكنا , والله – ماسكن فيه احد – بعد آبائه الطيبين: آدم ونوح أكرم من أمير المؤمنين عليه السلام (4) .
4- عن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام: اخذ نوح التابوت(تابوت فيه عظام آدم) فدفنه بالغري(5) .
5- وروي عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام انه قال : أول بقعة عبد الله عليها ظهر الكوفة , لما أمر الله الملائكة أن يسجدوا لآدم , سجدوا على ظهر الكوفة (6) .
الروايات التي اشرنا إليها بعض ما وردت في هذا المضمار , وقد اعتمدها الكثير ممن كتب عن النجف في الأحاديث الشريفة الواردة عن أئمة الهدى من آل بيت المصطفى على جدهم وعليهم أفضل الصلاة والسلام مما يؤكد على عمق وجود النجف التاريخي (7) .
ثانياً – تمصير النجف :
من خلال ما ذكره المؤرخون يظهر أن النجف الاشرف مصرت قبل الإسلام , ففي أخبار إبراهيم الخليل على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسلام انه جاء من بابل حتى نزل بانقيا , وكان طولها اثنى عشر فرسخا ً , وكانت تعرض للزلال في كل ليلة فلما بات إبراهيم عندهم لم يزلزلوا تلك الليلة , فقال لهم شيخ بات عنده إبراهيم عليه السلام , والله ما دفع عنكم ألا بشيخ بات عندي فاني رايته كثير الصلاة , فجاءوه وعرضوا عليه المقام عندهم ويذلوا له الببذول , فقال: أنما خرجت مهاجرا إلى ربي , وخرج حتى أتى النجف ,فلما رآه رجع أدراجه أي من حيث مضى , فتباشروا وظنوا انه رغب فيما بذلوا له , فقال لهم : لمن تلك الأرض؟ – يعني النجف- قالوا هي لنا , قال فتبيعونها ؟ قالوا : هي لك فو الله ما تنبت شيئاً , فقال: لا أحبها ألا شراء, فدفع إليهم غُنيمات كن معه بها (والغنم يقال لها بالنبطية نقيا ) فقال : اكره أن أخذها بغير ثمن فصنعوا ما صنع أهل بيت المقدس بصاحبهم وهبوا له أرضهم – وذكر إبراهيم عليه السلام انه يحشر من ولده من ذلك الموضع سبعون آلف شهيد – فلما نزلت بهم البركة رجعوا عليه , ولما رأى عليه السلام غدرهم به تركهم ومضى نحو مكة (8) .
وذكرت المصادر أن النجف كانت في أيام التنوخيين واللخميين والمناذرة يوم كانت الحيرة عاصمة لهم قد اتخذت بنصيب وافر من الحضارة والعمران , وكانت النجف مأهولة ومعمورة , وكانت الحضارة قائمة بها على أسس عربية لقربها من الحيرة ومجاورتها لها , فالنجف عربية قبل كل شيء وأهلها غي ذلك العهد عند شيوخ النصرانية نصارى نسطورية, وهم من العرب الاقحاح , وبقت بعض الأديرة حوالي النجف حتى انتشار الإسلام , وعلو شوكته (9) .
وقال ابن واضح في كلامه عن الكوفة :والحيرة منها على ثلاثة أميال , والحيرة على النجف , والنجف كان ساحل بحر الملح , وكان في قديم الدهر يبلغ الحيرة , وهي منازل بني بقيلة وغيرهم (10) .
ونرى في ثنايا التاريخ يرد كثيراً اسم الحيرة والكوفة والنجف وكأنها مدن ثلاثة منفصلة متجاورة , ولكن ما يمكن استفادته من المصادر أن الحيرة والكوفة هما في منطقة مشتركة مع النجف , وهي ارض عالية معلومة تشبه المسناة تمنع مسيل الماء أن يعلو الكوفة , أو الحيرة, وقد زعم الأوائل أن بحر فارس كان يتصل به (1 ) . وعلى هذا الرأي تكون النجف الميناء لهاتين المدينتين .
ويظهر من هذا العرض الموجز في تمصير النجف كان قبل الإسلام بزمن طويل كما ظهر من شراء خليل الله إبراهيم عليه السلام لهذه الأرض من الناس الذي كانوا يسكونها حينذاك من قبائل عربية , ثم امتد إلى عهد الغساسنة والمناذرة واللخميين , والديارات الكثيرة المنتشرة حول النجف , والتي تؤكد على وجود عمران وسكن لأهالي المنطقة فيها .
ثالثا ً – البعد العلمي :
جامعة العلمية الدينية عرفت في العالم العربي والإسلامي منذ أواسط القرن الخامس الهجري , وأنها احد أربع جامعات أسلامية في الوطن الإسلامي الكبير , جامعة القرويين في المغرب , وقد تأسست عام هـ , وجامع الزيتونة في تونس والذي تأسس عام 114هـ ,وانتقل التعليم به في دولة الموحدين في منتصف القرن الخامس الهجري وجامع الأزهر في القاهرة والذي أسس في عهد المعز الفاطمي عام358 – 970 م وجامعة النجف العلمية عام448 في العراق , واليوم دق عمرها على أبواب الآلف عام من حين تأسيسها على يد الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي عام 449 هـ -1057م.
وهناك من يرى أن النجف كانت تحتضن حركة علمية قبل انتقال الشيخ الطوسي لها استناداً إلى :
أولا – ما رواه السيد غياث الدين عبد الكريم بن احمد المعروف بابن طاووس: بان عضد الدولة البويهي زار المشهد العلوي الطاهر عام 371هـ وأعطى الناس على اختلاف طبقاتهم , وكان نصيب الفقراء والفقهاء ثلاثة آلاف درهم (13) .
ثانيا ً- وجود أجازات علمية صادرة من بعض العلماء الساكنين في النجف خلال القرن الرابع الهجري , منها :
أ – أن من مشائخ الشيخ الصدوق محمد بن علي بن الحسين بن بابوية القمي هو محمد بن علي بن الفضل الكوفي من رجال القرن الرابع الهجري , سمع منه الشيخ الصدوق سنة 354هـ عند وروده إلى الكوفة وهو في طريقه إلى حج بيت الله , وكان سماعه بمشهد أمير المؤمنين .
ب – وجاء في ترجمة الحسين بن احمد أبي عبد الله البوشنجي , كان ثقة فيما يرويه أجازنا بروايته أبو عبد الله الحسين جعفر بن محمد المخزومي الخزاز المعروف بابن الخمري الشيخ الصالح بمشهد مولانا أمير المؤمنين (ع) سنة أربعمائة (14).
ثالثاً – وجود بعض البيوتات العلمية في النجف خلال القرن الرابع والخامس الهجري , كآل شهريار , وال الطحال وغيرهما , وقد جمعت هذه البيوت الواجهة العلمية وبين خدمة الروضة الحيدرية (15) .
رابعاً – علماء نسبوا إلى النجف قبل عهد الشيخ الطوسي , منهم :
1- احمد بن عبد الله الغروي يروي عن إبان بن عثمان من أصحاب الإمام الصادق (ع) .
2- شرف الدين بن علي النجفي , وصفه الشيخ الطوسي بقوله :” كان صالحا وفاضلا”.
3- عبد الله بن احمد بن شهريار أبو طاهر , كان معاصرا ً للشيخ المفيد أستاذ الشيخ الطوسي , وروى عنه أبو جعفر محمد بن جرير الطبري , والنجاشي في كتاب الإمامة .
4- احمد بن شهريار أبو نصر الخازن للحضرة العلوية كان من أهل العلم , معاصراً للشيخ الطوسي (6 ).
وغير هؤلاء كثير يستطيع المتتبع في ثنايا كتب التراجم والرجال أن يعثر على الإشارة إليهم .
خامسا ً- هناك رأي يفيد بان عضد الدولة البويهي كان يرغب أن تكون مدينة الأمام علي (ع) مركزا ً علمياً يضاهي بغداد بدافع العقيدة , فرغب الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان شيخ مشائخ الشيعة في عصره , وكان مقره بغداد بالانتقال إلى النجف لتأسيس الحوزة العلمية فيها.
ويقال أن السلطة المسؤولة في بغداد اضطرته إلى ترك بغداد فاختار النجف , على اثر المشاكل الطائفية التي كانت تثار حينها في بغداد , ثم عاد لها (17) .
بهذه الأدلة يذهب المدعون إلى وجود حوزة علمية قبل انتقال الشيخ الطوسي لها, وناقش هذا القول بعض من كتب عن بداية الحركة العلمية الدينية (18) .
واحسب أن التوفيق بين هذين الرأيين ممكن فان عهد الشيخ الطوسي كان عهد تأسيس الجامعة العلمية , والنجف في واقعها امتداد إلى معهد الكوفة العلمي ,والذي شيده الأمام علي عليه السلام , وبلغ أوجه في عهد الأمام الصادق (ع) , وقد أشار الحسن بن علي الو شاء إلى الزخم العلمي في هذه المدينة بقوله : أدركت في هذا المسجد (الكوفة) تسع مائة شيخ كل يقول حدثني جعفر بن محمد (9 ).
فالكوفة كانت تعج بالحركة العلمية في عهد الأمام الصادق (ع) (80 – 148هـ),وقد ذكر البراقي حسين بن احمد الأسر العلمية التي سكنت الكوفة , من الأيام الأولى للإسلام , ولاشك أن لهذه الأسر العديدة جذور وامتداد إلى ما قبل الإسلام (20) .
واعتقد أن الشيخ الطوسي اختار النجف بعد اضطراره لترك بغداد على اثر الفتن الطائفية لوجود أرضية صالحة لحوزة علمية , حيث وجود علماء فيها سبقوه (21) .
إن هذه المنطقة المتداخلة بين الكوفة والحيرة والنجف بحيث يصعب التفريق بينها , والحيرة كانت عاصمة المناذرة والكوفة ازدهرت قبل الإسلام وبعده , والنجف كانت المنتزه للحيرة والكوفة, وخاصة حين كان بحرها عامراً وكانت المحطة الرئيسة في الانطلاق إلى الجزيرة العربية , وكانت الديارات منتشرة في ضواحيها , وهي مقرات للتعلم والاستراحة .
كما كان للشعر ميدان واسع فيهما , ” فقد كانت -الكوفة خاصة – تتألف فيها لفحول شعرائها حلقات المناشدة والمفاخرة ومجالس العلم والأدب ” (22)
والكوفة والحيرة ذراعا النجف , وفيها مرقد الإمام علي عليه السلام “باب مدينة علم الرسول محمد (ص) .
لذا لا نستبعد من كل ما تقدم وجود أرضية صالحة لتأسيس الجامعة العلمية الدينية فيه شجع الشيخ الطوسي على اختياره هذه المدينة لتأسيس حوزته العلمية الدينية جوار إمام العباقرة علي ابن أبي طالب بعد رسول الله محمد عليهما أفضل الصلاة والسلام .
ونلاحظ في ختام الحديث أن النجف الاشرف ذات التاريخ الطويل لازالت تعتمر با صالتها العريقة رغم العواصف والأهوال الذي هز هذا البلد الشامخ أما لذاته أو تبعا للمنطقة , ونال من حقد الحاقدين , وتجبر المتجبرين ما يتعب الواصف , وخاصة من النظام الجائر الطائفي المقيت الذي يخنق البلاد بكابوسه العفن , وهو نظام صدام حسين .
السؤال المركزي الذي يتجسد أمام الباحثين عن عوامل صمود النجف أمام هذا الركام الهائل من المحاولات المستمية في تدميره , ولكن تلكم المحاولات باءت بالفشل الذر يع لأسباب عديدة ؟!
بعض الأسباب نستطيع إيجازها بالاتي :
1- إن من أهم مظاهر النجف الشاخصة هو جامعتها العلمية الدينية , وقد تظافرت المحاولات على تفتيتها , نظرا ً لكونها تضم آلاف الطلاب من شتى بلدان العالم الإسلامي , ولكن فشلت , لان هذه الجامعة تتمتع باستقلال تام عن الواجهة الحكومية , ولن تخضع لأي عامل يستند إلى الدولة معنويا ً أو ماديا ً , الملاحظ أن الجامعات الأخرى أنشأت من قبل حكوماتها ألا جامعة النجف فأنها تأسست من قبل علمائها , وليس للحكومة شان فيها .
2- أصالتها العربية, فرغم انفتاح جامعة النجف لعموم المسلمين , ومن شتى البلاد الإسلامية , فلم تتمكن لغات الوافدين لجامعة النجف أن تؤثر على لغة النجف العربية وصمودها على اصالتها طيلة هذه المدة , وبالعكس فقد أثرت لغة النجف الجامعية على كل خريجيها مما ميزهم على غيرهم من زملائهم أعلام المسلمين .
3- أن الجامعة النجفية طيلة حياتها العلمية والأدبية هو تفاعلها بين التحديث , والحفاظ على القديم , أو محاولة التطوير بين التيارين الحديث والقديم بما يتلائم مع متطلبات تطوير المجتمع الديني في مضمار العالم الإسلامي .
وهذه الميزة الفاعلة والمتفاعلة لهذه المدينة جعلتها مهياءة لمواكبة الحداثة في جوانب المعرفة , ولا أنكر أن هناك الكثير من الميادين المعرفية لم تسمح الظروف السياسية للوصول إلى تحقيقها , خاصة وان هناك من يعمل على تهميش التوجه لمدينة الإمام علي عليه السلام , وبالخصوص في ظل سلطة الحاكم الطائفي المجرم صدام حسين , وعلى سبيل المثال لا الحصر فان طلاب العلم لهذه الجامعة إلى ما قبل هذا العهد الصدامي كان يتجاوز الخمسين آلف طالب من شتى مناطق العالم الإسلامي , والآن أنضمر إلى المئات , ومحاولة تصفيات العلماء ومراجع الدين العظام مستمرة , كما هو معروف للجميع , إلى جانب تضيق الخناق على
طباعة الكتاب الديني , وحتى الشيعي , ومنع ممارسة الشعائر الدينية , ورغم هذا الصراع العنيف فلا زال كيان النجف الثقافي والعلمي بارزا ً إلى حد التماسك النسبي لهذه الظاهرة الخطية التي تلفع النجف .
أني على ثقة بان هذه الندوة العامرة – في بحوثها ودراساتها التي تشارك فيها – سيكون لها الأثر في كشف مكانة هذه المدينة الشامخة مع الزمن , وما أسدته إلى المجتمع الإسلامي من الشخوص المعرفي في غالب جوانب الفكر الإسلامي الديني .وهو وفاء رائع من رواد الفكر والمعرفة الإنسانية لهذه المدينة العظيمة التي تعاني في هذا الظرف من محنة خطيرة تكاد تعصف بها , لولا لطف الله .
الشكر لله سبحانه أولا ً, ولكل المساهمين بأحياء هذه الندوة العامرة بداية من اللجنة التحضيرية (مركز كربلاء للدراسات) إلى الأخوة الأساتذة المشاركين بمحاضراتهم القيمة والمساهمين بالحضور اشكرهم جزيل الشكر باسم النجف الاشرف راجيا ً العلي القدير أن يأخذ بيد العاملين في هذا المضمار إلى تحقيق الهدف الأسمى , وهو رضا الله سبحانه وخدمة دينه الحنيف , وهو ولي التوفيق .
المصدر: http://h-najaf.iq