السوال:
العيب هو تغييرفي اذان سيدنا بلال بالاضافة فيه ما لم يرد به حديث فاالاذان الصحيح هوالذي اقره الرسول صلى الله عليه وسلم والاذان عبادة وان تحريف لها بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
الجواب:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ان الشيعة الإمامية لها أدلتها في التمسك القوي بذكر هذه الشهادة رغم أن تمسكها بذلك قد كلّفها و يكلّفها الكثير.
و قبل بيان دليل الشيعة الإمامية في هذا المجال ينبغي أن نُقَّدِمَ مقدمة ضرورية و هي:
إننا نجد أن الإمام أمير المؤمنين (عليه السَّلام) رغم تواتر النصوص على إمامته و خلافته بعد الرسول (صلَّى الله عليه و آله) و تضافر الأحاديث على أحقيّته لأمر الخلافة، نُحّي عن هذا المنصب الإلهي بالقوة و التآمر، و غصبت الخلافة منه بالإكراه.
و عندما استولى معاوية على السلطة سنّ سبّ الإمام أمير المؤمنين (عليه السَّلام) على منابر المسلمين في محاولة منه لمحو فضائل الإمام (عليه السَّلام) و مناقبه بصورة خاصة، و فضائل أهل البيت (عليهم السَّلام) بصورة عامة، و ذلك بهدف إبعادهم عن الساحة السياسية و الاجتماعية، و لمنع الناس من التعرف عليهم و الالتفاف حولهم و الاستضاءة بنور هداهم.
يقول أبو الحسن علي بن محمد المدائني: “قامت الخطباء في كل كورة و على كل منبر يلعنون علياً و يبرؤن منه و يقعون فيه و في أهل بيته، و كان أشد الناس بلاءً حينئذٍ أهل الكوفة لكثرة من بها من شيعة علي، فأستعمل عليهم زياد بن سميّة، و ضمّ إليه البصرة، فكان يتتبع الشيعة و هو بهم عارف، لأنه كان منهم أيام علي (عليه السَّلام) ، فقتلهم تحت كل حجرٍ و مدر، و أخافهم و قطع الأيدي و الأرجل، و سمل العيون، و صلبهم على جذوع النخل، و طردهم و شرّدهم عن العراق، فلم يبق بها معروف منهم”.
و لعل أبسط رد طبيعي و إيجابي على مثل هذه الهجمات الشرسة و الغارات الجائرة، بل أقل رد متوقع من قبل الشيعة على هذا الظلم كان هو بيان الحقيقية و الدفاع عنها بأبسط الكلمات و أصدقها حتى لا يتمّ الاعتراف بما سنّه الغاصبون للخلافة و الحاقدون على أمير المؤمنين و أهل البيت (عليهم السَّلام).
و لعل أصدق الكلمات و أخصرها و أبلغها و أدلهّا للتعبير عن هذه الحقيقة هي الشهادة المستمرة بأحقية الإمام علي (عليه السَّلام) لأمر الخلافة ـ تبعاً للنصوص الصريحة المعتبرة لدى الفريقين ـ من خلال قول أشهد أن أمير المؤمنين علياً وليُ الله، عقيب الشهادة بوحدانية الله عَزَّ و جَلَّ و نبوة خاتم الأنبياء محمد المصطفى (صلَّى الله عليه و آله).
و هنا تجدر الاشارة الى التغييرات التي حصلت في الأذان في عهد عمر بن الخطاب كالتثويب الذي لا أصل له في الأذان ابداً و هو بدعة واضحة فعن ابن جريج، قال: سألت عطاء: متى قيل: الصلاة خير من النوم؟ قال: لا أدري.
وعنه أيضاً، قال: أخبرني عمر بن حفص، أنّ سعداً أوّل من قال: الصلاة خير من النوم في خلافة عمر… فقال: بدعة، ثمّ تركه، وأنّ بلالاً لم يؤذّن لعمر1.
و أخرج الترمذي عن مجاهد قال: دخلت مع عبد الله بن عمر مسجدا ، وقد أذن فيه ، ونحن نريد أن نصلي فيه ، فثوب المؤذن ، فخرج عبد الله بن عمر من المسجد، وقال: أخرج بنا من عند هذا المبتدع. ولم يصل 2.
حذف حي على خير العمل
كانت فقرة (حَيَّ على خير العمل) فصلاً من الأذان في عهد النبي صلى الله عليه وآله ، وعهد أبي بكر ، وقسمٍ من عهد عمر، ثم حذفها عمر بحجة أن الناس قد يتصورون أن الصلاة خيرٌ من الجهاد ويتركون فتح البلاد ! واعترض عليه أهل البيت عليهم السلام وبعض الصحابة والتابعين ، وكان ابنه عبد الله بن عمر يؤذن بها!
وقد ألف عدد من العلماء رسائل في إثبات كونها جزءً من الأذان الذي أوحاه الله تعالى إلى نبيه صلى الله عليه وآله وعلمه إياه جبرئيل عليه السلام ، تزيد عن خمسين رسالة.
قال في الإيضاح / 201 : (ورويتم عن أبي يوسف القاضي ، رواه محمد بن الحسن وأصحابه ، عن أبي حنيفة قالوا: كان الأذان على عهد رسول الله وعلى عهد أبي بكر وصدر من خلافة عمر ينادى فيه: حيَّ على خير العمل. فقال عمر بن الخطاب: إني أخاف أن يتكل الناس على الصلاة إذا قيل: حي على خير العمل ويدعوا الجهاد ! فأمر أن يطرح من الأذان حيَّ على خير العمل).
وفقك الله
- 1. أنظر: المصنّف للصنعاني1: 474 باب الصلاة خير من النوم.
- 2. سنن الترمذي 1 / 381.