العبودية لله تعالى
يقول الإمام الخامنئيّ دام ظله:
“كان الرسول وما تمتّع به من مقام وشأن وعظمة، غير غافل عن عبادته، كان يبكي منتصف الليل ويدعو ويستغفر. في إحدى الليالي تفقّدت أمّ سلمة الرسول فلم تجد، ذهبت تبحث عنه، فوجدته مشغولاً بالدعاء، حيث كانت الدموع تنهمر من عينيه وهو يستغفر ويقول: (اللهم ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين)[1]. بكت أمّ سلمة فتوجّه الرسول إليها وسألها عن سبب وجودها، فتوجّهت إليه قائلة: يا رسول الله، أنت عزيزٌ عند الله وذنوبك مغفورة ـ ﴿لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ﴾[2]، فلماذا تبكي؟ ولماذا تردّد: اللهم ولا تكلني إلى نفسي؟ قال: “وما يؤمنني”؟[3]، مَن الذي يحفظني إذا غفلت عن الله؟ هذا درسٌ لنا. إن ّالدرس الكبير الذي علّمنا إيّاه الرسول هو عدم نسيان الله، والاعتماد على الله، والطلب منه في يوم العزة، وفي يوم الذلّة، وفي اليوم الصعب، وفي يوم الراحة، وفي اليوم الذي يحاصر فيه العدوّ الإنسان، وفي اليوم الذي يُفْرَض فيه العدوّ – بكلّ عظمته – على الإنسان وعلى وجوده.
[1] عليّ بن إبراهيم القميّ، تفسير القميّ،
مصدر سابق، ج2، ص75.
[2] سورة الفتح، الآية 2.
[3] عليّ بن إبراهيم القميّ، تفسير القميّ، ، ج2، ص75.
__
ربيع الأول١٤٤٦
#الرسول الأعظم
مدرسةأهل البيت
اللهم عجل لوليك_الفرج
محاسن_الكلام
للانضمام إلى مجتمعنا على الواتس اب:
https://chat.whatsapp.com/HQ5StBT435DGhOlHxy1VhT