التاريخ يتكرَّر، والأحداث تُستنسَخ، والآلام تتعاظم.. من أجلنا نحن..
حتّى لا نقول: ليست لنا علاقة بالماضي..!
حتّى لا نقول: يقال إنّه حصل ولا نعلم.. ربما يريدون الطعن في السلف الصالح..!
حتّى لا نتهرَّب من اتِّخاذ الموقف المسؤول بحُجَّة (تلك أمَّة قد خلت..) ..!
ها هو الحاضر يرمينا بسهامه ويغمرنا بآلامه؛ لنخضع ـ مُضطرِّين ـ لاختبار الشعور والتفاعل والموقف..
ها هو الحاضر يفتح عيون بصيرتنا ويقول لنا: إن كنتم لم تصدِّقوا أنَّ مثل هذا قد وقع في الماضي فذوقوا وافهموا..
اعرفوا السَّلَف من مواقف الخلف، ولا تكونوا ضحيَّة الماكنة الإعلاميَّة، ولا تنساقوا في سبيل الباطل بفعل تأثير الأكثريَّة..
إذا صعُبَ عليكم التمييزُ بين أهل الحقِّ وأهل الباطل من خلال البحوث العلمية، فاعرفوا الصادقين من خلال صدق مواقفهم في نصرة القضيَّة..
ها هي الأحداث تفرز لنا معسكرَيِ الخير والشرِّ بوضوح؛ لنختبر صدقنا ونعرف أنفسنا..
إن كنَّا نتعاطف مع المظلوم ونتحرك من أجل نصرته بما آتانا الله من إمكانيات، فنحن في خير وإلى خير..
وإن كنَّا ـ لا قدَّر الله ـ نميل إلى المستكبرين الظالمين، فما أسوأ حالنا؛ وما أجدرنا بأن نُحشَرَ معهم ونستحقَّ عقاب الله الأليم..
وإن كنَّا غير مبالين بما يجري، ونتعامى عن كلِّ هذه المعاناة التي تغرق الأرض، فلسنا جديرين باسم الإنسانيَّة، فضلاً عن صفة الإيمان.
ولا حول ولا قوَّة إلا بالله العليِّ العظيم.
والعاقبة للمتَّقين.
وسيعلم الذين ظلموا أيَّ مُنقلَب ينقلبون.
✍️ زكريا بركات