اماكن دينيةسيرة أهل البيت (ع)مقالاتمنوعات

إيوان العلماء

اعداد/ عبد الحسن الشافعي

ان ايوان العلماء كان يسمى قديما بـ(مقام العلماء)، وعرف بهذا الاسم لكثرة العلماء المدفونين فيه، فقد دفن فيه وإلى جانبه عشرات من علماء الشيعة الذين يحرصون على التشرف بالدفن في جوار مرقد أمير المؤمنين(عليه السلام). 
إيوان العلماء كبير الحجم قياسا بمعظم الأواوين الموجودة، وهو يطل على الصحن الشريف من الضلع الشمالي لسور الحرم، يبلغ عرضه(6،10م) وعمقه(3،25 م) وارتفاعه عند أعلى نقطة من قوسه(10،35م)، وهو يواجه الإيوان الكبير لمقبرة السيد كاظم اليزدي (قدس سره).
وإيوان العلماء محاط بقوسين متقاربين أحدهما خارجي والآخر داخلي، وهما مزينان بزخرفة بارزة على شكل ضفائر ملتفة نهايتها عند القاعدة تأخذ شكل مزهرية صغيرة، والمسافة المحصورة بين القوسين المذكورين يغطيها الكاشي الكربلائي المزخرف، وقد كتب في المنطقة الوسطى والعلوية من هذه المسافة آيات من سورة الرحمن المباركة.
ومعظم واجهة الإيوان مغطاة بالكاشي الكربلائي المتميز، وفي الجبهة الوسطى منه توجد واجهة مقوسة مزخرفة بزخارف نباتية بارزة محاطة بأبيات شعرية منسوبة لقوام الدين، وعلى الجبهة الوسطى في الإيوان كتبت آيتان من سورة الفتح، ويحيط بهاتين الآيتين الكريمتين أبيات شعرية لقوام الدين كتبها كمال الدين حسين كلستان، يعود تاريخها -حسب ما نقش على جدار الإيوان- الى عام(1160هـ).
وايوان العلماء شأنه شأن معظم أواوين العتبة وأبوابها، هناك أشكال معينية وأقواس صغيرة بارزة تتدلى من قمة قوس الإيوان بشكل يضفي رونقا وجمالا على الإيوان، كما أن مما يميزه وجود شباك ضخم يزينه نسيج محكم من الخرز الفضية الكبيرة يقع في وسط الإيوان، وهذا الشباك يطل على غرفة ضيقة من غرف رواق الحرم الشمالي.
أعيد بناء هذا الإيوان ضمن العمارة التي أنشئت في العهد الصفوي، ثم أجريت عليه عمليات الترميم والتجديد عدة مرات، أهمها في زمن السلطان نادر شاه التي بقيت آثارها حتى الآن، حيث يُذكر أن ترميم الإيوان ابتدأ في عام(1158هـ ــ 1745م) في حين جُدد عام(1197هـ)، ويعتبر هذا الإيوان من أهم المعالم التاريخية في الصحن الشريف، فبلاطات القاشان التي تكسو جدرانه بقي معظمها منذ ذلك التاريخ حتى الآن، وهي من أقدم البلاطات الموجودة في الصحن الشريف.

نشرت في الولاية العدد 92

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى