محاسن الكلام

(٢){يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ(١٨٣)} البقرة

(الصوم مدرسة التّقوى)
في سياق طرح مجموعة من الأحكام الإسلامية، تناولت هذه الآيات أحكام واحدة من أهم العبادات، و هي عبادة الصوم، و بلهجة مفعمة بالتأكيد قالت الآية: يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ اَلصِّيٰامُ كَمٰا كُتِبَ عَلَى اَلَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ‌ .

ثم تذكر الآية مباشرة فلسفة هذه العبادة التربوية، في عبارة قليلة الألفاظ، عميقة المحتوى، و تقول: لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ‌ .

نعم، الصوم كما سيأتي شرح ذلك عامل فعّال لتربية روح التقوى في جميع المجالات و الأبعاد.

لما كانت هذه العبادة مقرونة بمعاناة و صبر على ترك اللذائذ المادية، و خاصة في فصل الصيف، فإن الآية طرحت موضوع الصوم بأساليب متنوعة لتهيّئ روح الإنسان لقبول هذا الحكم.

تبتدئ الآية أولا بأسلوب خطابي و تقول: يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا و هو نداء يفتح شغاف القلب، و يرفع معنويات الإنسان، و يشحذ همته، و فيه لذة قال عنها الإمام الصادق عليه السّلام: «لذّة ما في النّداء أي يا ايّها الّذين آمنوا أزال تعب العبادة و العناء».

ثمّ تبيّن الآية أن الصوم فريضة كتبت أيضا على الأمم السابقة.
ثم تبيّن الآية فلسفة الصوم و ما يعود به على الإنسان من منافع، لتكون هذه العبادة محبوبة ملتصقة بالنفس.

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل (ناصر مکارم شیرازي) الجزء ١ الصفحة ٥١٧.
__

شهر_رمضان
مدرسةأهل البيت
اللهم عجل لوليك_الفرج
محاسن_الكلام

للانضمام إلى مجتمعنا على الواتس اب:
https://chat.whatsapp.com/HQ5StBT435DGhOlHxy1VhT

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى