محاسن الكلام

(٢){وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَ مَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَ رِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ(٧٢)} التوبة

بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ

بعد ذلك تشير الآية إلى الجزاء المعنوي المعد لهؤلاء، و هو رضى اللّه تعالى عنهم المختص بالمؤمنين الحقيقيين، و هو أهم و أعظم جزاء، و يفوق كل النعم و العطايا الأخرى وَ رِضْوٰانٌ مِنَ اَللّٰهِ أَكْبَرُ .

إنّ اللذة المعنوية و الإحساس الروحي الذي يحس و يلتذ به الإنسان عند شعوره برضى اللّه سبحانه و تعالى عنه لا يمكن أن يصفه أي بشر، و على قول بعض المفسّرين فإنّ نسمة و لحظة من هذه اللذة الروحية تفوق نعم الجنّة كلها و مواهبها المختلفة و المتنوعة و اللامتناهية.

من الطبيعي أنّنا لا نستطيع أن نجسم و نرسم صورة في أفكارنا عن أي نعمة من نعم الحياة الأخرى و نحن في قفص الحياة الدنيا و حياتها المحدودة، فكيف سنصل إلى إدراك هذه النعمة المعنوية و الروحية الكبرى‌؟! نعم، يمكن إيجاد تصور ضعيف عن الاختلافات المادية و المعنوية التي نعيشها في هذه الدنيا، فمثلا يمكن إدراك الاختلاف في اللذة بين اللقاء بصديق عزيز جدا بعد فراق طويل و لذّة الإحساس الروحي الخاص الذي يعتري الإنسان عند إدراكه أو حلّه لمسألة علمية معقدة صرف في تحصيلها و الوصول إلى دقائقها الشهور، بل السنين، أو الانشداد الروحي الذي يبعث على النشاط و الجد في لحظات خلوص العبادة، أو النشوة عند توجه القلب و حضوره في مناجاة تمتزج بهذا الحضور، و بين اللذة التي نحس بها من تناول طعام لذيذ و أمثالها من اللذائذ، و من الطبيعي أن هذه اللذائذ المادية لا يمكن مقارنتها باللذائذ المعنوية، و لا يمكن أن تصل إلى مصافها.

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل ج ٦ ص ١٢١.
__

مدرسةأهل البيت
اللهم عجل لوليك_الفرج
محاسن_الكلام

للانضمام إلى مجتمعنا على الواتس اب:
https://chat.whatsapp.com/HQ5StBT435DGhOlHxy1VhT

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى