محاسن الكلام

(٢){قُلْ أَ أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَٰلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَ أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَ رِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَ اللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ(١٥)} آل عمران

هل في الجنّة لذائذ مادّية أيضا؟
يظنّ بعضهم أنّ اللذائذ المادّية مقتصرة على الحياة الدنيا، و أنّ الحياة الأخرى خالية منها، و أنّ جميع ما جاء في القرآن عن الجنّات و الفواكه و المياه الجارية و الأزواج الطاهرة إنّما هي كناية عن مقامات و نعم معنوية من باب «كلّم الناس على قدر عقولهم».

و لكنّا ينبغي أن نقول: إنّنا بعد أن قبلنا بالمعاد الجسماني استنادا إلى الكثير من آيات القرآن الصريحة، فلا بدّ من وجود نعم تناسب الجسم و الروح و بمستوى أرفع و أعلى. و في هذه الآية إشارة إلى كليهما: ما يناسب المعاد الجسماني، و ما يناسب المعاد الروحي. في الواقع، إنّ الذين يعتبرون نعم الآخرة المادّية كناية عن نعم معنوية، إنّما يؤوّلون ظاهر آيات القرآن دون سبب، كما أنّهم ينسون المعاد الجسماني و ما يقتضيه.

و لعلّ جملة وَ اَللّٰهُ بَصِيرٌ بِالْعِبٰادِ التي جاءت في آخر الآية إشارة إلى هذه الحقيقة، أي أنّه يعلم ما يحتاجه الجسم و الروح في العالم الآخر، و ما هي متطلّبات كلّ منهما و هو يضمن إشباع هذه الحاجات على أحسن وجه.

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل ج ٢ ص ٤٢١.
__

مدرسةأهل البيت
اللهم عجل لوليك_الفرج
محاسن_الكلام

للانضمام إلى مجتمعنا على الواتس اب:
https://chat.whatsapp.com/HQ5StBT435DGhOlHxy1VhT

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى