
أمّا المنافقون فإنّه يشبّههم بمن يبني بيته على حافة النهر و مثل هذه الأرض جوفاء لأن جريان الماء قد نخرها، و بالتالي فهي عرضة للسقوط في أي لحظة، و كذلك النفاق، فإنّ ظاهره حسن لكنّه عديم المحتوى كالبناية الجميلة ذات الأساس النخر.
إنّ هذه البناية يمكن أن تنهار في آية لحظة، و مذهب أهل النفاق أيضا يمكن أن يظهر واقع أتباعه و باطنهم، و بالتالي فضيحتهم و خزيهم.
إنّ التقوى و السعي في مرضاة اللّه تبارك و تعالى يعني التعامل مع الواقع، و السير وفقا لقوانين الخلقة و هي بدون شك عامل البقاء و الثبات.
أمّا النفاق فإنّه يعني الانفصال عن الواقع و الابتعاد عن قوانين الوجود، و هذا بلا شك هو عامل الزوال و الفناء.
و من هنا، فإنّ المنافقين يظلمون أنفسهم و يظلمون المجتمع أيضا و لذلك فإنّ الآية اختتمت بقوله: وَ اَللّٰهُ لاٰ يَهْدِي اَلْقَوْمَ اَلظّٰالِمِينَ .
و كما قلنا مرارا، فإنّ الهداية الإلهية تعني تهيئة المقدمات للوصول إلى الغاية، و هي تشمل فقط أولئك الذين لديهم الاستعداد لتقبل هذه الهداية و يستحقونها، أمّا الظالمون الفاقدون لمثل هذا الاستعداد فسوف لا يشملهم هذا اللطف مطلقا، لأنّ اللّه حكيم، و مشيئته و إرادته وفق حساب دقيق.
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل ج ٦ ص ٢٢٠
_ #مدرسةأهل_البيت
اللهم عجل لوليك_الفرج
محاسن_الكلام
للانضمام إلى مجتمعنا على الواتس اب:
https://chat.whatsapp.com/HQ5StBT435DGhOlHxy1VhT