
و في الآية الثّالثة من الآيات مقارنة بين فريقين و فئتين: المؤمنين الذين بنوا مساجد كمسجد قبا على أساس التقوى، و المنافقين الذين بنوه على أساس الكفر و النفاق و التفرقة و الفساد. فهي تقول أوّلا: أَ فَمَنْ أَسَّسَ بُنْيٰانَهُ عَلىٰ تَقْوىٰ مِنَ اَللّٰهِ وَ رِضْوٰانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيٰانَهُ عَلىٰ شَفٰا جُرُفٍ هٰارٍ فَانْهٰارَ بِهِ فِي نٰارِ جَهَنَّمَ .
«بنيان» مصدر بمعنى اسم مفعول، و يعني المبنى، و (شفا) بمعنى حافة الشيء و طرفه، و (جرف) بمعنى حافة النهر أو حافة البئر التي جرف الماء ما تحتها.
و (هار) بمعنى الشخص أو البناء المتصدع المشرف على السقوط، أو هو في حال السقوط.
إن التشبيه الوارد أعلاه يعطي صورة في منتهى الوضوح عن عدم ثبات أعمال المنافقين و تزلزلها، و في المقابل استحكام و دوام أعمال المؤمنين و نشاطاتهم و برامجهم، فهو يشبه المؤمنين بمن أراد أن يبني بناء، فإنّه ينتخب الأرض الجيدة القوية التي تتحمل البناء، و مختار من مواد البناء الأولية ما كان جيدا.
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل ج ٦ ص ٢٢٠.
_ #مدرسةأهل_البيت
اللهم عجل لوليك_الفرج
محاسن_الكلام
للانضمام إلى مجتمعنا على الواتس اب:
https://chat.whatsapp.com/HQ5StBT435DGhOlHxy1VhT