محاسن الكلام

{وَ السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ(١٠)} الواقعة

قوله تعالى: « وَ اَلسّٰابِقُونَ اَلسّٰابِقُونَ‌ » الذي يصلح أن يفسر به السابقون الأول قوله تعالى: «فَمِنْهُمْ ظٰالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سٰابِقٌ بِالْخَيْرٰاتِ بِإِذْنِ اَللّٰهِ‌» فاطر ٣٢، و قوله: «وَ لِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهٰا فَاسْتَبِقُوا اَلْخَيْرٰاتِ‌» : البقرة: ١٤٨، و قوله: «أُولٰئِكَ‌ يُسٰارِعُونَ فِي اَلْخَيْرٰاتِ وَ هُمْ لَهٰا سٰابِقُونَ‌» : المؤمنون: ٦١. فالمراد بالسابقين الأول في الآية السابقون بالخيرات من الأعمال، و إذا سبقوا بالخيرات سبقوا إلى المغفرة و الرحمة التي بإزائها كما قال تعالى: «سٰابِقُوا إِلىٰ مَغْفِرَةٍ مِنْ‌ رَبِّكُمْ وَ جَنَّةٍ‌» : الحديد: ٢١، فالسابقون بالخيرات هم السابقون بالرحمة و هو قوله: « وَ اَلسّٰابِقُونَ اَلسّٰابِقُونَ‌ ».

و قيل: المراد بالسابقون الثاني هو الأول على حد قوله: أنا أبو النجم و شعري شعري.

و قوله: « وَ اَلسّٰابِقُونَ اَلسّٰابِقُونَ‌ » مبتدأ و خبر، و قيل: الأول مبتدأ و الثاني تأكيد، و الخبر قوله: « أُولٰئِكَ اَلْمُقَرَّبُونَ‌ ».

و لهم في تفسير السابقين أقوال أخر فقيل: هم المسارعون إلى كل ما دعا الله إليه، و قيل: هم الذين سبقوا إلى الإيمان و الطاعة من غير توان، و قيل: هم الأنبياء (ع) لأنهم مقدمو أهل الأديان، و قيل: هم مؤمن آل فرعون و حبيب النجار المذكور في سورة يس و علي (ع) السابق إلى الإيمان بالنبي ص و هو أفضلهم و قيل: هم السابقون إلى الهجرة، و قيل: هم السابقون إلى الصلوات الخمس، و قيل: هم الذين صلوا إلى القبلتين، و قيل: هم السابقون إلى الجهاد، و قيل غير ذلك.

و القولان الأولان راجعان إلى ما تقدم من المعنى، و الثالث و الرابع ينبغي أن يحملا على التمثيل، و الباقي كما ترى إلا أن يحمل على نحو من التمثيل.

الميزان في تفسير القرآن
ج ١٩ ص ١١٦.
__

مدرسةأهل البيت
اللهم عجل لوليك_الفرج
محاسن_الكلام

للانضمام إلى مجتمعنا على الواتس اب:

https://chat.whatsapp.com/HQ5StBT435DGhOlHxy1VhT

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى