
الأشرطة الكتابية الكتائب القرآنية والشعرية
الأشرطة الكتابية (الكتيبتان القرآنيّتان والأخرى الشعرية) روعي فيها جمالية الخطّ العربي البعيد عن التراكب، وقد مرّت بعدّة مراحل وصولاً الى شكلها النهائيّ بعد أخذ القياسات اللازمة لها والخطوط الخاصّة بها، تلك التي ستُنقش وتُخَطّ بمكائن الخراگئ والتفری. المبرمج CNC.
بعدها تأتي أعمال استئصال الزوائد المعدنية (التشذيب)، ثم عمليات التنعيم والتلميع ولُحام أماكن تثبيتها على الهيكل الخشبيّ.
وبعد التأكّد من مطابقتها للقياسات عن طريق ربطها على هيكل الخشب، تُختَتَم بأعمال الطلاء بالذهب الخالص، فيما يخص الشريط الكتابي الثاني (الكتيبة القرآنية )، أما بالنسبة للشريط الكتابي الشعري والكتيبة القرآنية العلوية فيتم الطلاء بالمينا وبمعايير ونسب خلط قياسيّة خاصّة ودقيقة، ممّا ولّد مزيجاً من جماليات الخطّ العربيّ والزخارف الإسلاميّة النباتيّة التي ارتسمت على هذه الكتائب.
فكانت غايةً في الروعة والإبداع، وقد أبدعت الملاكات العاملةُ في هذا المشروع من خَدَمَة أبي الفضل العباس(عليه السلام) في هذا العمل الفريد، إذ أوجدت حالةً من التزاوج الجمالي وبتقنية ابتكارية خاصة في مجال المينا، بين الطّلاء ومعدن النحاس، ممّا صنع لوحةً طغى عليها الجمال والدقة الفنية.
ونُفِّذَت نقوشُها وكتاباتُها على نحوٍ مثاليّ، لتتحوّل الخطوط المرسومة ونقوشاتُها إلى عناصر تشكيليّة رائعة، تجمع بين العلم والفن، من أجل تنفيذ الصورة النهائية للتصميم، وهذا يتطلّب مهارةً فائقة ودقّة عالية .
وتقع هذه الأشرطة الكتابية البالغ عددها ثلاثة في الجزء العلويّ من الشبّاك الشريف وصنعت من معدن النحاس في وطليت بالذهب الخالص عيار 24 وكما يلي:
1- كتيبةٌ شعرية تعتلي مشبّكات الشبّاك ، وهي مقطوعةٌ من عينيّة المرحوم الشاعر العراقي آية الله السيد محمد جمال الهاشمي (رحمه الله) التي من ابيتها :
ضَرِيْحُكَ مَفْزَعُنَا الأَمْنَعُ *** بِهِ كُلُّ نَازِلَةٍ تُدْفَـــــعُ
وَبَابُكَ لِلْخَلْقِ بَابُ النَّجَاةِ *** تَلوذُ بِعُرْوَتِهِ الـــــرُّوَّعُ
إضيفت اليها خمسة أبياتٍ أخرى لنفس الشاعر وبنفس الوزن والقافية بما يتلاءم مع الأبيات المتقدّمة وموضوعها في قصيدته لرثاء المولى أبي الفضل العبّاس(عليه السلام)، كذلك أُضيفت أربعة أبياتٍ أخرى من ضمنها البيت الذي يؤّرِّخُ إنجاز عمل الشبّاك، للسيد الشاعر عبد الستار الحسني .
وقد نُقِشَت هذه الأبياتُ على كتائب معدنية مصنوعة من النحاس بسُمْكِ (7ملم) وارتفاع (18سم) وطُليت بالذهب الخالص عيار 24 والمينا الزرقاء بطريقة حرفيّة وفنية، واستُخْدِمَ فيها خطُّ الثلث المركّب بطريقةٍ مفتوحة وسهلة للقراءة، حيث قام بهذه المهمّة الخطّاط الدكتور روضان بهية.
وشُكّلت هذه الكتائب على مقاطع يبلغ طول كلّ مقطعٍ منها (1,20سم) ويفصل بين كلّ قطعةٍ وأخرى (صدر البيت الشعري وعجزه) فاصلٌ دائريّ يسمّى (الطرّة) خطّ عليها اسمٌ من أسماء الله الحسنى، وهي أيضاً بخطّ الخطّاط الدكتور روضان بهية ومطليّة بالذهب والمينا الزرقاء لإعطائها بروزاً أكبر، ويبلغ عددها (18) طرّة، وتؤلّف حلقةَ وصلٍ بين كلّ قطعة كتيبةٍ وترتبط معهما بطريقة تركيبٍ خاصة. وقد وُزّعت على الطريقة الآتية:
جهة باب الشبّاك : يا كافي، يا شافي، يا مُعافي، يا وافي.
جهة الرأس الشريف: يا رازق، يا خالق، يا فالِق، يا صادق.
جهة القبلة: يا سامع، يا شافع، يا رافع، يا نافع، يا رافع.
الجهة المقابلة لجهة القبلة: يا حنّان، يا منّان، يا برهان، يا ديَّان، يا سبحان.2- كتيبةٌ قرآنيّة تكون فوق الكتيبة الشعرية –آنفة الذكر- لكنّها تتقدّم عليها بمسافةٍ قليلة تُقدّر بـ(5سم) وهي تُحيط بالشبّاك من أربع جهاتٍ أيضاً، خُطّت عليها بعض الآيات القرآنية، وتفصل بين قطعةٍ وأخرى فواصل زخرفيّة، خُطّت بخطّ المحقّق وبقلم الخطّاط العراقي المبدع أحمد ناجي، يبلغ طول كلّ مقطعٍ منها (120سم) وسُمْكُه (7ملم) وارتفاعه (18سم).
2- كتيبةٌ قرآنية تعتلي الأفريز الزخرفيّ الذهبيّ: هي عبارة عن شريطٍ معدنيّ مصنوعٍ من مادة النحاس المطليّ بالذهب الخالص عيار (24) وبسُمْك تراوح بين (20-30 مايكرو) وبمعايير وبنسب خلطٍ قياسيّة خاصّة ودقيقة وطُعِّمَت أرضيّتها بمادّة المينا الزرقاء.
خُطّت عليها (سورة الدهر) بارتفاع (18,5سم) وسُمْك (7ملم) وطول (19,78متراً)، قُطّعت بشكلٍ هندسيّ وحسب كلّ جزءٍ من السورة ووقفاتها ومقاطعها، أي تقطيعُها ليس بشكلٍ عموديّ بل بما لا يؤثّر على أصل السورة وحركاتها وبما يحسن الابتداء به والوقوف عنده، لأنّ الكتيبة القديمة كانت مقطّعة على أجزاءٍ متساوية.، وهي من الإضافات الجديدة على هذه الكتيبة ، وأصبحت كأنها قطعة واحدة لا تتميز أجزائها، وهذه العملية استهلكت جهداً ووقتاً مضاعفين، لإعطاء الشباك كميزة جمالية تنفرد عن القديم.
3- كتيبةٌ قرآنية تعتلي الكتيبة الشعرية هي ايضا عبارة عن شريطٍ معدنيّ مصنوعٍ من مادة النحاس المطليّ بالذهب الخالص عيار (24) وتحيط بالشباك من اضلاعة الأربعة خط عليها بخط المحقق وبقلم الخطاط العراقي احمد ناجي الأيات القرانية التالية وحسب ما ياتي جهة باب الشباك الشريف سورة المطففين الآيات (21-25 ) مضافاً اليها جزء من الآية (26) “ختامه مسك” من نفس السورة . اما جهة الرأس الشريف سورة الضحى، الآيات من (1-5) وجهة باب القبلة سورة القدر كاملة والجهة المقابلة لها سورة الحمد كاملة .
سقف الشباك
هو من أجزاء الشباك العلوية وأعتمد في تصنيعه وتشكيله على الطريقة اليدوية 100%، وروعي فيه أمور عدة، أكسبته القوة والمتانة، والتي امتزجت وتناغمت مع النقوش النباتية التي تزخرف بها.
والتي هي نفسها الموجودة في الشباك القديم، مع بعض التغييرات التي ارتأت اللجنة المشرفة على المشروع إضافتها، فبلغ سمك كل قطعة ملم وربع الملم، وشُكِّل المعدن (النحاس ) المطلي بالذهب الخالص عيار 24 بطريقة حديثة جعلت نقوشه وكأنها قطعة واحدة .
حيث مرت بعدة عمليات بدءً من الطرق واستخلاص النقوش، وصولا إلى الأعمال النهائية التي تختتم بطلائها بالذهب، وباستخدام طرق حديثة طلائية، أكسبته رونقا وجمالا، ليعطيها لوناً ذهبياً متناسقاً مع باقي الأجزاء الذهبية في الشباك .
أخذ مقطعه الأول شكل ربع دائرة وتالف من 14 قطعة طول كل قطعة 128 سم وعرض 54سم ويبلغ وزنها حوالي 4كغم. ورُكّب بطريقة فنّية وحرفيّة على الهيكل الخشبيّ حاله حال بقيّة الأجزاء والقطع ممّا جعل من جميع مفاصله ملتحمة كأنّها قطعة واحدة مع باقي أجزائها ومع الهيكل الخشبيّ.
اما مقطعه الثاني فيبلغ عدد الأجزاء فيه (16) جزءً ويأخذ شكل الرقم (4)، ويبدأ من حيث انتهى المقطع الأوّل ويبلغ ارتفاع هذا المقطع (55سم) وعرض كلّ قطعة (128سم) وبوزنٍ يُقدّر بـ(4كغم)، حيث تركب كل قطعه مع بعضها في كل مقطع وتربط هذه المقاطع مع بعضها وعلى هيكل الخشب لتكون كقطة واحدة.
قناديل وأزهار اللوتس (الأشكال الزهرية)
قناديل وأزهار اللوتس (الأشكال الزهرية) التي تُزيّن أعلى منطقةٍ من الشبّاك هي شبيهةٌ بما موجود على الشبّاك القديم شكلاً وتصميماً فقط، لكنها مختلفةٌ عنها من ناحية المتانة ونوعيّة ومتانة المعدن وجودة المنتج.
يبلغ عددُ القناديل التي صُنِعَت من معدن النحاس وطُلِيَت بالذهب الخالص (26) قنديلاً، ويتكوّن القنديلُ الواحد من جزءين يتّخذان معاً شكل الزهرة، الجزء الأسفل منه هو (الكأس) وشكلُهُ كرويٌّ مجوّف يبلغ قطره (10سم)، أمّا الجزء الثاني منه فهو على شكل (بتلات) تشبه أوراق الأزهار، يبلغ عرضُها (8سم) وطولُها (15سم)، ويرتكز القنديلُ على قاعدةٍ هلاليّة الشكل مفتوحةٍ الى الأعلى، تبلغ المسافةُ بين طرفيها (14سم)، ويُحيط بالقناديل وزهور اللوتس من الأسفل شريطٌ زخرفيّ يبلغ ارتفاعُه (22سم) ويمتدّ الى (18متراً) حول الشبّاك الشريف، وهو مزخرفٌ بنقوش نباتيّة مطرّزة بالمينا الزرقاء وبأشكال فنّية رائعة.
تفصل بين قنديلٍ وآخر زهرةُ اللوتس، حيث يبلغ عددُ هذه الزهور (30) زهرة وهي مصنّعة أيضاً من النحاس ومطليّةٌ بالذهب، ويبلغ ارتفاعُها (15سم) عند أعلى نقطة.
هذا وقد استُخدِمَت الطرقُ اليدويّة والآليّة (المكننة) باستخلاص النقوش والأشكال لهذه الأجزاء، ومرّت بمراحل عديدة حتّى وصولها الى مراحلها النهائية.
وردات الشباك المذهبة العُليا
الوردات الذهبية العُليا للشباك التي تعتلي الكتيبة القرآنية الثانية، وترتبط معها بواسطة مسطرةٍ معدنيةٍ مصنّعة من مادة الحديد النقي المغلون(Stain Less Steel) وترتبط بشريطٍ معدنيّ آخر يكون أكثر سُمْكاً، وتحيط بالشبّاك من جميع اتّجاهاته.
يبلغ عددها (60 وردة) خط عليها يا قمر بني هاشم وبخط الثلث وبقلم الخطاط فراس البغدادي موزّعة كالآتي:
• (17 وردة) من جهة باب القبلة ونفس العدد من الجهة المقابلة لها (جهة باب الإمام الجواد”عليه السلام”).
• (13) من جهة باب الشبّاك (مقابل باب الفرات –العلقمي-) ونفس العدد من الجهة التي تقابلها، وهي على شكل ورقة التين أو قريبة منها، وتكون منحنية الى الداخل لتبرز باقي الأجزاء والنقوش، يبلغ طولها (38سم) عند أعلى نقطةٍ لها وعرضها (30سم) عند أعرض نقطةٍ لها.
تتوسّط هذه الوردة (الورقة) وردةٌ أصغر منها بيضوية الشكل يبلغ طولها (12سم) وعرضها (8سم) وتكون أرضيّتها من مطلية بمادة المينا الزرقاء ويُحيط بها حزامٌ مذهّب، تنطلقُ منها نقوشٌ نباتية بشكلٍ شعاعيّ مطلي بالذهب، وهي نفس النقوش الموجودة على الوردة القديمة في الشبّاك القديم الحالي.
طرر الأفريز الزخرفي الكتابية
تقع في الأفريز الزخرفي وتتوسط مقاطعة وهي (14) طرة كتابية خط عليها بخط الثلث اسماء الإئمة المعصومين سلام الله عليهم وبقلم الخطاط فراس البغدادي .