مقالات

الضربة التي أهلكت الأمة


▪️ عدنان أحمد الجنيد.

   ‏ • أعظم مأساة وقعت على الأمة من بعد وفاة رسول الله “صلى الله عليه وآله وسلم” إلى يومنا هذا، هي استهداف منافقيها لأفضل رجل بعد رسول الله “صلى الله عليه وآله وسلم”، ‏وهو (الإمام علي بن أبي طالب) عليه السلام، الذي نال وسام الشهادة في ليلة الواحد والعشرين من شهر رمضان من سنة ( ٤٠ هـ ).. قتله أشقى الأولين والآخرين (عبدالرحمن بن ملجم)،  وذلك نتيجة  لمؤامرة كبيرة، أعدها إمام الفئة الباغية (معاوية بن أبي سفيان)(1).

    • إن استهدافهم لأمير المؤمنين،  ليس لشخصه فحسب، وإنما للمشروع المحمدي، الذي حمله وجسده في واقعه..

    • استهدافهم لأمير المؤمنين، هو استهداف للإسلام الأصيل، وللمبادئ الإنسانية، ولكل الصفات العليا والأخلاق الراقية، إضافة ‏إلى أنهم أرادوا أن ينتقموا منه “عليه السلام”، فقد ‏قتل آباءَهم المشركين، وجندل أبطالهم الكافرين، وقضى على ساداتهم المتجبرين، في تلك المعارك، التي خاضوها في حربهم ضد رسول الله “صلى الله عليه وآله وسلم”،
فقد كان أمير المؤمنين -عليه السلام- حامل ‏رآية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، في المعارك التي خاضها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، في مواجهة الكافرين والمشركين، وما انتصر الإسلام إلا بسيف علي”عليه السلام” ؛ ولذلك اثنى عليه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، في كثير من المعارك، لقوة بأسه وعظمة شجاعته…

    • ولم يقل النبي صلى الله عليه وآله وسلم، تلك الأحاديث الكثيرة، والمتواترة عند أهل السنة فضلاً عن كتب الشيعة، في الإمام علي عليه السلام، إلا لأنه يعلم بأن الأمة ستتخلى عن دينها وتعادي أعلامَها، ولهذا بيّنَ لهم أن (علياً مع القرآن والقرآن مع علي)،(علي مع الحق والحق مع علي)، وأن التمسك بعلي هو الأمان من الضلال كما في حديث الثقلين -وهو حديث أجمعت الأمة على صحته-، وأن حبه إيمان وبغضه نفاق، و(حديث السفينة والنجوم) و(حديث الغدير)، ناهيك عن آيات (الولاية، والمودة، والتطهير)… إلخ..

    • كل هذا كان قد بينه النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأمته، لتسلك سبيل النجاة، وتعرف قدواتها وأعلامها، حتى لا تنحرف وتضل عن هدى الله تعالى..

    • ولهذا أرادت حركة النفاق آنذاك، أن تتخلص من أمير المؤمنين “عليه السلام”، حتى تتمكن في السيطرة على مكان القرار، وكي تكون زمام أمور الدولة بيدها..
وفعلاً استطاعت ذلك بسبب التخاذل الذي مُنيت به الأمة، فقد قام معاوية بشراء الذمم، وقد صرح بذلك، حيث قال: والله لأستميلن بالأموال ثقات علي، ولأقسمنَّ فيهم الأموال حتى تغلب دنياي آخرته.!! (2)..
وقام بشراء الولاءات، وكسب القبائل.. كل ذلك كان بالترغيب تارة، وبالترهيب تارة أخرى.

    • لقد حول معاوية الخلافة التي اغتصبها إلى ملك عضوض مستبد، حين صرح بعدائه للأمة الإسلامية، مع اعترافه بعدم رضى الأمة به حاكماً، حين قال: والله ما وليتها – أي الخلافة – بمحبة علمتها منكم ولا مسَّرة بولايتي، ولكن جالدتكم بسيفي.!! (3)..
إضافة إلى قيامه بارتكاب الفواقر الفظيعة، والجرائم المريعة(4) في حق شيعة علي بن أبي طالب ومحبيه، فقد قتلهم(5) في كل مكان، وهدّم منازلهم، وسلب أموالهم (6)، وحال بينهم وبين حقوقهم بالحرمان، ناهيك عن تحريفه للدين، واختلاقه للروايات، عبر علماء بلاطه ورواة ماله، وكذلك نصرته للعقائد الفاسدة، التي ماتزال تعاني منها الأمة إلى يومنا هذا..

    • هكذا أرادَ بنو أمية القضاء على الدين، وتحريف سنة سيد المرسلين “صلى الله عليه وآله وسلم”.. ولولا الثورات العلوية، التي كانت تقوم بين الحين والآخر، لكان نهج الإسلام في خبر كان..

    • هذا، ومع كل ما فعله بنو أمية، من طمسهم لمعالم الإسلام، وتحريفهم للدين، ومحاربتهم لفكر أمير المؤمنين”عليه السلام”، وفضائله، وقتل كل من يروي عنه، بل وإجبارهم للمسلمين على لعنه من فوق المنابر لأكثر من سبعين سنة، إلاّ أن منهجه وصل إلينا، وسيرته لا تخفى على أحد، وكلماته وخطبه وحكمه مازالت تنير درب السائرين، وتشحذ همم المجاهدين، وتلهم المصلحين.

    • وما أحوج الأمة اليوم إلى أن تستمد من روحية (الإمام علي) “عليه السلام” وشجاعته وجهاده..
ما أحوجها إلى أن تنتهج نهجه العظيم، الذي هو عين منهج سيد المرسلين “صلوات الله عليه وآله أجمعين”، وتحيي في أبنائها المبادئ والقيم، التي استشهد من أجلها الإمام علي”عليه السلام”، وكذلك لتستعيد عزتها وكرامتها،
فتكون كما قال الله عنها: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ }[آل عمران : 110]..

◾الهوامش:


-(1) انظر “تاريخ الخلفاء” ص186-187 للإمام السيوطي. الطبعة الرابعة. تحقيق محمد محيي الدين عبدالحميد..
فقد ذكر السيوطي أبيات أبي الأسود الدؤلي التي تدل على أن الطاغية معاوية هو مدبر المؤامرة لقتل الإمام علي بن أبي طالب.
-(2) “شرح النهج” لابن أبي الحديد [293/2].
-(3) ” تاريخ الخلفاء” للإمام السيوطي ص71.
-(4) انظر “تاريخ ابن الأثير”  حوادث سنة تسع وثمانين. ماذا فعل عُمّال الطاغية من جرائم يشيب لهولها الوليد.
-(5) انظر “شرح النهج” [117/1] و “تاريخ المسعودي” [31/3] طبعة 1948م. وانظر “الشيعة والحاكمون” ص42-52. الطبعة الثانية.
-(6) “شرح النهج” لابن أبي الحديد [154/1]. الطبعة القديمة. وانظر -أيضاً- [144/1]  الطبعة نفسها.
__

شهر رمضان
#إستشهادالإمام_علي
يا_علي
#ليالي القدر
مدرسةأهل البيت
اللهم عجل لوليك_الفرج
محاسن_الكلام

للانضمام إلى مجتمعنا على الواتس اب:
https://chat.whatsapp.com/HQ5StBT435DGhOlHxy1VhT

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى